قال ياسر عبد ربه مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية يوم الاربعاء ان الفلسطينيين يسعون للحصول على خريطة من الولاياتالمتحدة توضح الحدود النهائية لاسرائيل ليعرفوا بوضوح ما اذا كانت تشمل أراضي وبيوتا فلسطينية. وكان عبد ربه يعلق على دعوة واشنطن للفلسطينيين لطرح أفكارهم ردا على اقتراح اسرائيلي بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل دولة يهودية مقابل الحد من البناء الاستيطاني وهو اعلان عارضه الفلسطينيون طويلا. وقال عبد ربه لرويترز "المطلوب من الادارة الامريكية ومن حكومة اسرائيل ان يقدموا لنا خارطة لدولة اسرائيل التي يريدون منا الاعتراف بها كما تسمي نفسها وهل هذه الخارطة على حدود (حرب) عام 1967 ام انها تشمل الارض الفلسطينية وبيوتنا التي نعيش فيها." واحتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في تلك الحرب. وعطلت قضية المستوطنات محادثات السلام المباشرة التي ترعاها واشنطن وانطلقت في الثاني من سبتمبر ايلول. ويقول الفلسطينيون انهم لن يستأنفوا المفاوضات الى ان توقف اسرائيل البناء في أرض محتلة يريدون ان يقيموا عليها دولتهم. وانتهت يوم 26 سبتمبر فترة تجميد جزئي للبناء في المستوطنات بالضفة الغربية لمدة عشرة أشهر. وأعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الاثنين انه سيكون مستعدا ان يطلب من حكومته تمديد التجميد اذا اعترف الفلسطينيون باسرائيل دولة يهودية. وقال ان هذه الخطوة هي "خطوة لبناء الثقة" بينما تساءل بعض الفلسطينيين والمعلقين الاسرائيليين عما اذا كانت مجرد حيلة من جانبه ليحمل الفلسطينيين المسؤولية في حالة انهيار عملية السلام. ورفض الفلسطينيون الفكرة ويرون انها تنازل كبير سيكون بمثابة انتحار سياسي لقيادة تضررت مصداقيتها بالفعل نتيجة فشل محادثات سلام سابقة. وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء للصحفيين "رئيس الوزراء نتنياهو عرض افكاره سواء بشأن ما هو مستعد للمساهمة به في العملية والنتيجة التي يعتقد انه يريدها لشعبه من العملية.. نأمل بأن يفعل الفلسطينيون الشيء نفسه." وقدم كراولي ايضا دعما لموقف نتنياهو قائلا ان الولاياتالمتحدة تعترف باسرائيل دولة يهودية. وجاءت مطالبة عبد ربه بخريطة واضحة متمشية مع دعوة عباس لشروط مرجعية واضحة لمحادثات السلام. وكان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق قد صرح بأنه عرض على عباس خريطة تقدم له ما بين 93.5 و93.7 من أرض الضفة الغربية على ان يتم تعويض الفرق بعملية لمبادلة الاراضي تشمل 5.8 في المئة بالاضافة الى توفير ممر امن يربط بين الضفة وقطاع غزة. ويخشى الفلسطينيون من ان نتنياهو الذي لم يوافق علنا على مسودة اولمرت ليست لديه النية للسماح باقامة دولة قابلة للبقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدسالشرقية. واحتلت اسرائيل القدسالشرقية عام 1967 ثم ضمتها الى أرضها في خطوة لا تلقى اعترافا دوليا. وقالت اسرائيل انها تعتزم الاحتفاظ بالتكتلات الاستيطانية الكبرى في اي اتفاق سلام في المستقبل متعللة بمخاوف امنية كما طالب نتنياهو بالاحتفاظ بقوات اسرائيلية على طول نهر الاردن وهو الحدود الشرقية المحتملة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وأضاف عبد ربه ان الفلسطينيين مستعدون للاعتراف مجددا بدولة اسرائيل "اذا تقدمت واشنطن لنا بخارطة لحدود تلك الدولة حتى نعرف اذا كانت حدودها تضم اراضينا وبيوتنا في الضفة الغربيةوغزةوالقدس." واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل عام 1993 مع انطلاق عملية السلام. وفي الوقت نفسه اعترفت اسرائيل بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني. وتقول القيادة الفلسطينية ان الاعتراف باسرائيل دولة يهودية سيؤثر على حقوق مواطني عرب اسرائيل الذين يشكلون نحو 20 في المئة من السكان. وتقول أيضا ان مثل هذا الاعلان يضيع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين -الذين فروا من ديارهم أو أجبروا على ذلك في الحروب العربية الاسرائيلية- الى الاراضي التي تشكل حاليا اسرائيل. ومصير اللاجئين هو من "قضايا الوضع النهائي" في محادثات السلام. من توم بيري (شارك في التغطية علي صوافطة)