دخلت عملية انقاذ عمال المنجم العالقين منذ شهرين في قاع المنجم في تشيلي مرحلتها النهائية الاحد والهادفة لرفع العمال ال33 الى السطح بحلول الاربعاء. وقال والد كارلوس باريوس احد العمال العالقين في عمق 600 او 700 متر منذ الخامس من اب/اغسطس في منجم النحاس والذهب في صحراء اتاكاما (شمال) جراء انهيار للتربة "اننا هادئون. اقتربت ساعة الصفر". وبعد اقل من 24 ساعة على الانتهاء من شق اول نفق انقاذ لاخراج العمال المحتجزين، بدأت فرق الاغاثة ليل السبت الاحد بوضع انابيب فولاذية عرضها ستة امتار لتسهيل انزال كبسولة معدنية متصلة برافعة لانتشالهم الواحد تلو الاخر. وتجهيز بئر الانقاذ التي بلغت العمال ال33 صباح السبت، سيستغرق يوما ونصف اليوم تقريبا وذلك بواسطة انابيب فولاذية "بطول 96 مترا". وقال وزير المناجم لورانس غولبورن ان العملية ستستغرق يوما ونصف اليوم وان 48 ساعة اضافية لازمة لاتمام آخر التحضيرات لبدء عملية الانقاذ. وستستمر عملية اخراج العمال يوما ونصف اليوم او يومين لان رفع كل عامل الى السطح سيستغرق ساعة او اكثر بقليل. اما الاجواء السائدة في الموقع الذي تجمع فيه مئات الصحافيين من العالم اجمع لتغطية هذا الحدث الاستثنائي، فتزداد ايجابية يوما بعد يوم. وفي مرحلة اولى كانت السلطات توقعت ان تستغرق اعمال اخراج العمال المحتجزين على عمق 622 مترا، ثلاثة او اربعة اشهر عندما تبين بعد 17 يوما على وقوع الحادث انهم لا يزالون على قيد الحياة. واختلط المهندسون وعمال الانقاذ المشاركون في عملية الحفر باسر العمال واخذ الجميع يتعانقون ويلتقطون صورا تذكارية معا. وقال غاستون هنريكز وهو يجهش بالبكاء "انه احساس قوي جدا. اتصور ما يمكن ان يشعر به شقيقي في هذه اللحظات داخل المنجم". وبعد تحديد موعد بدء عملية الانقاذ، لم يحدد بعد الترتيب الذي سيتم فيه اخراج العمال العالقين في المنجم وهم 32 تشيليا وبوليفيا واحدا. وسيتم تقسيم العمال الى ثلاث مجموعات ويتم اخراج الاكثر ليونة القادرين على مواجهة اي طارىء اولا ثم الاضعف واخيرا الاقوى الذين يستطيعون تحمل فترة انتظار اطول. وقال وزير الصحة خايمي مناليش "الدفعة الاولى ستضم اربعة او ستة اشخاص. ثم مجموعة مؤلفة من 10 اشخاص ضعفاء واخيرا مجموعة الاقوياء". وتابع ان العمال ال10 "الاضعف" يعانون من "مشاكل صحية مزمنة مثل داء السكري او ارتفاع الضغط او مشاكل رئوية مزمنة". واوضح ان "البعض يعاني من التهابات جدية في الاسنان والجلد". والمجموعة الاضعف ستشمل اولئك الذين يعانون من "حالة نفسية ومعنوية سلبية". وبانتظار بدء عملية اخراجهم من المنجم، يقوم العمال ب"تمارين رياضية لاحتواء التوتر" وبدأوا "حمية خاصة للتحقق من الحفاظ على مستوى جيد في ضغط الشرايين خلال عملية نقلهم الى السطح". وسيخضع كل عامل لمعاينة طبيب فور خروجه من المنجم وسيتمكن من لقاء اسرته لاول مرة. ثم ينقل العمال الى مستشفى كوبيابو القريب حيث يخضعون لفحوصات طبية ليومين او اكثر اذا استلزمت حالتهم الصحية ذلك.