شنت حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة هجوما الاربعاء على شاحنات تموين للحلف الاطلسي في باكستان، ردا على ضربات تنفذها طائرات اميركية بدون طيار في شمال غرب هذا البلد، وذلك في وقت تشتد فيه التحذيرات من وقوع اعتداءات في اوروبا. وقال حميد شكيل الضابط في شرطة كويتا (جنوب غرب) عاصمة ولاية بلوشستان لفرانس برس ان "مجهولين هاجموا المحطة حيث كانت ما بين 35 و40 شاحنة صهريجا مركونة وفتحوا النار". ووقع الهجوم في ضاحية كويتا. وافاد الضابط عن مقتل موظف في احدى شركات النقل الباكستانية الخاصة التي تملك الشاحنات، فيما "اندلعت النيران في عشر شاحنات على الاقل". واعلنت حركة طالبان باكستان على الفور مسؤوليتها عن الهجوم مثلما سبق وتبنت هجمات سابقة ادت الى تدمير حوالى ستين شاحنة تموين للقوات الاطلسية في افغانستان خلال ستة ايام. ويمر اكثر من نصف كميات المعدات والوقود الموجهة الى القوات الدولية بقيادة الحلف الاطلسي (150 الف جندي ثلثاهم تقريبا اميركيون) التي تقاتل عناصر طالبان في افغانستان عبر باكستان، سواء من ممر خيبر (شمال غرب) بالنسبة للقسم الاكبر منها او من بلوشستان. ولا تزال باكستان توقف منذ ستة ايام هذه القوافل على حدود خيبر حيث باتت مئات الشاحنات تنتظر اذن المرور، وذلك احتجاجا على ضربات شنتها مروحيات تابعة لقوات الاطلسي على ارضها واسفر آخرها الخميس عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين. وقال الناطق باسم طالبان باكستان عزام طارق في اتصال مع وكالة فرانس برس من مكان مجهول "نتبنى الهجوم على الشاحنات الصهاريج التابعة للحلف الاطلسي في كويتا واحراقها". واضاف متوعدا "سنكثف هجماتنا مع تزايد هجمات الطائرات بدون طيار". وللمرة الاولى الاربعاء ربط مسؤول باكستاني تكثيف الضربات الجوية بخطط استهداف اوروبا التي نسبت مؤخرا الى تنظيم القاعدة. وقال السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة حسين حقاني للبي بي سي "اعتقد ان النشاط الذي نشهده في وزيرستان الشمالية (شمال غرب باكستان) على صعيد الضربات (...) على ارتباط بالتهديدات الارهابية التي سمعنا بها بشأن وقوع هجمات محتملة في اوروبا". واضاف "بحسب المعلومات التي تلقتها باكستان من شركائنا الاميركيين، فقد تم اعتقال بعض الاشخاص في الماضي وكشفت الاستجوابات، فضلا عن معلومات اخرى، عن وجود مخطط لمهاجمة عدة اهداف في اوروبا"، مؤكدا بذلك معلومات صحافية وردت مؤخرا. ووقعت منذ مطلع ايلول/سبتمبر 24 ضربة جوية بواسطة طائرات بدون طيار اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 140 شخصا معظمهم متمردون اسلاميون وبينهم عدد من قادة القاعدة، ومنهم ايضا مدنيون، بحسب مسؤولين باكستانيين. وادت احدى هذه الضربات مساء الاثنين الى مقتل خمسة اسلاميين المان من اصل تركي، بحسب مصادر باكستانية. وذكرت ال"بي بي سي" الثلاثاء ان بريطانيا يدعى عبد الجبار قتل بضربة شنتها طائرة بدون طيار مطلع ايلول/سبتمبر في باكستان، وانه كان على وشك تولي قيادة فرع جديد للقاعدة في بريطانيا كان سيكلف مهمة تنفيذ اعتداءات في اوروبا. وحذرت عدة دول بينها الولاياتالمتحدة مؤخرا رعاياها المسافرين الى اوروبا من مخاطر وقوع اعتداءات، وذكرت بالتحديد من بين الاهداف المحتملة فرنسا والمانيا وبريطانيا. وفيما اعلنت هذه الدول عن لزوم اليقظة والحذر، الا انها لم ترفع مستوى الانذار من وقوع اعتداءات. وافادت الاسبوعية الالمانية دير شبيغل ان قسما من المعلومات التي اثارت المخاوف بشان مخطط ارهابي في اوروبا مصدرها اعترافات اسلامي الماني من اصل باكستاني يدعى احمد صديقي معتقل لدى القوات الاميركية في قاعدة باغرام بافغانستان منذ الصيف. واعتبر رئيس فريق مراقبة انشطة تنظيم القاعدة وطالبان في الاممالمتحدة ريتشارد باريت الاثنين ان القاعدة "تحاول منذ زمن طويل اعداد سلسلة هجمات متزامنة في اوروبا" لكن "هذه المرة لا يوجد شيء ملموس على حد علمنا".