شنّ مسلحون هجوما جديداً على صهاريج وقود تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد ساعات من تبني حركة طالبان الباكستانية هجوما آخر أسفر عن إحراق عدد من الصهاريج, فيما اتهمت أمريكا باكستان بالتهاون في ملاحقة تنظيم القاعدة وطالبان "بحزم". ويعدّ هذا الهجوم الجديد هو الخامس من نوعه على قوافل إمدادات الناتو في باكستان خلال الأسبوع الجاري. وكانت قافلة أخرى من 40 شاحنة وقود تعرضت قبل ذلك لهجوم شنه مسلحون في ضواحي مدينة "كويتا" عاصمة إقليم بلوشستان. وأسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد وإضرام النيران في ما لا يقلّ عن 18 شاحنة، بحسب مسئول بارز في الشرطة الباكستانية. وقد تبنت حركة طالبان باكستان الهجوم مهددة بتنفيذ هجمات أخرى مماثلة, وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم الحركة. وأكَّدت الحركة أنها نفذت هذه الهجمات ردًّا على الغارات التي تشنها طائرات أمريكية من دون طيار في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان، وبغية أن يحول دون أن يتم "استخدام الأراضي الباكستانية ممرًّا لإمدادات قوات حلف شمال الأطلسي" إلى أفغانستانالمحتلة. في هذه الأثناء, قتل ثمانية مسلحين في غارتين أمريكيتين في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان. وقال مسئول أمني باكستاني: إن صاروخين أمريكيين ضربا موقعا للمسلحين في "ميران شاه"، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان المتاخم للحدود مع أفغانستان، مما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين وجرح اثنين آخرين. كما قتل ثلاثة مسلحين آخرين في غارة أمريكية ثانية على منزل في بلدة "مير علي" شمال وزيرستان. وقد قدمت السفيرة الأمريكية في إسلام آباد اعتذارا لباكستان عن هذا الهجوم، وقالت: إنه "وقع بالخطأ", حسب زعمها. وتأتي هذه التطورات في وقت خلص فيه تقرير صادر عن البيت الأبيض إلى القول: إن باكستان ليست راغبة في ملاحقة تنظيم القاعدة وطالبان بحزم في وزيرستان الشمالية. وأضاف التقرير "أنه خيار سياسي بالدرجة الأولى لأنه يعكس موقف جيش لا يملك الموارد الكافية فيضع أولويات لأهدافه". وقال مسئول أمريكي اطلع على التقرير: "إن التقييم رأى أن الجيش الباكستاني ما زال يتجنب المواجهات العسكرية التي تضعه في صراع مباشر مع طالبان أو تنظيم القاعدة في وزيرستان الشمالية". وأشار مسئولون أمريكيون إلى أنهم "يعطون إسلام آباد مهلة في حربها ضد المسلحين، لأن الجيش الباكستاني يتعرض لضغوط بسبب عمليات أخرى يقوم بها، ومهام إنسانية لإغاثة المنكوبين في الفيضانات التي وقعت في باكستان". وعززت الولاياتالمتحدة في الأسابيع القليلة الماضية من هجماتها بطائرات بدون طيار على في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان, ما أدى إلى وقوع المئات من الشهداء.