تحبس الهند انفاسها الخميس بانتظار صدور حكم يثير مخاوف ويتعلق بملكية موقع ايوديا الديني الحساس الذي يتنازعه الهندوس والمسلمون في شمال البلاد حيث ضاعفت السلطات دعواتها الى السكان بالتزام الهدوء. ويشكل رد فعل السكان اختبارا للهند التي تسعى الى اعطاء صورة على الساحة الدولية تعكس استقرارها في هذه المنطقة المضطربة. وستصدر محكمة الدولة العليا في اوتار براديش بعد ظهر الخميس حكمها في ما يتعلق بملكية مجمع ديني يضم بقايا مسجد، في قرار قد يسبب اضطرابات مما دفع السلطات الى نشر 190 الف رجل من قوى الامن في الولاية الاكثر اكتظاظا بالسكان في الهند. وكان متطرفون هندوس دمروا المسجد في 1992 مما تسبب في اسوأ موجات العنف الطائفي منذ استقلال الهند في 1947، اسفرت عن سقوط اكثر من الفي قتيل خصوصا بين المسلمين. ودعت الحكومة الهندية الى الهدوء قبل صدور الحكم ونشرت اعلانات في الصحف تدعو الى احترام حكم القانون. وقد حشدت عشرات الآلاف من عناصر الامن لضبط الوضع. ويتعايش اتباع كل ديانات العالم في الهند العلمانية، في انسجام في معظم الاحيان مما يشكل جزءا كبيرا من صورة الهند كمجتمع متعدد الاعراق يتطور بسرعة وقادر على التكيف مع التنوع. والهند وجارتها باكستان اللتان ولدتا من قرار تقسيم شبه القارة الهندية في عهد الامبراطورية البريطانية في 1947، شهدتا مواجهات دينية اسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى قد يصل الى مليون شخص. ولم تشهد الهند مواجهات عنيفة بين الهندوس والمسلمين، اكبر اقلية دينية في البلاد، منذ 2002 عندما تواجهت المجموعتان في ولاية غوجرات (غرب). ودعا وزير الداخلية الهندي بي شيدامبارام مجددا في مؤتمر صحافي مساء الاربعاء الى الهدوء، مؤكدا ان الهند تغيرت. وقال ان "الهند تقدمت الى الامام والشبان تقدموا الى الامام". وستصدر المحكمة العليا قرارها في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش في قضية كانت احدى نتائجها تعزيز تأثير المجموعات الهندوسية القومية. وتم تعزيز الاجراءات الامنية في ايوديا و32 منطقة حساسة اخرى في الهند، بينها اربعة مواقع في ولاية اوتار براديش. وقال شيدامبارام ان 190 الف رجل امن سيتم حشدهم في اوتار براديش وحدها. واكد او بي تيراوي احد مسؤولي الشرطة لوكالة فرانس برس "اصدرنا توجيهات بالتزام اكبر قدر من اليقظة للايام المقبلة ومهمتنا هي التأكد من ان ايا من الجانبين لن يتمكن من التعبير بعنف عن شعوره بخيبة الامل". ويقول القوميون الهندوس ان مسجد بابري الذي شيده امبراطور المغول بابر في القرن السادس عشر، بني على موقع مقدس مخصص لالههم راما. ويفترض ان تبت المحكمة في ثلاث مسائل: هل الموقع هو مكان ولادة راما فعلا، وهل بني المسجد بعد تدمير المعبد الهندوسي وهل بني المسجد وفق مبادىء الاسلام. وسيثير اي حكم تصدره المحكمة مجددا على الارجح النزاع المستمر منذ ستين عاما لانه سيواجه تحديا من الاطراف المعنية. ودعت كل الاحزاب السياسية الكبيرة بما فيها حزب القوميين الهندوس باراتيا جاناتا، الى الهدوء على الرغم من تخوفها من رد فعل المجموعات الدينية اذا صدر حكمها لا يرضيها. وقال بريم شنكار باندي الهندوسي الذي يملك محلا في ايوديا لوكالة فرانس برس "حتى لو حكمت المحكمة بان يأخذ المسلمون الارض فمن واجبهم بعد ذلك اعادتها الى الهندوس". والموقع مغلق منذ 1992 وتحرسه قوات من الجيش. وتصدر موضوع الحكم الذي سيصدر اليوم عناوين كل الصحف الهندية الخميس. وكتبت صحيفة "ذي ايكونوميكال اند بوليتيكال ويكلي" في افتتاحيتها ان "هذا النزاع كان واحدا من اكبر العوامل التي اثرت على تحديد شكل الهند المستقلة".