تتطلع السلطة الفلسطينية لبناء مطار في الضفة الغربية يشجعها على ذلك تأييد دولي لكن الوضع السياسي وغياب اتفاق للسلام يحول دون تنفيذ المشروع الذي باتت تصاميمه جاهزة. ويبدو محمد جرادات رئيس سلطة الطيران الفلسطيني، متفائلا ببناء اول مطار دولي فلسطيني يمكن الفلسطينيين من السفر الجوي المباشر من الضفة الغربية، رغم اقراره بان "الوضع السياسي هو الذي يقف حائلا امام بناء المطار وانجازه" في ظل تعثر المفاوضات من اجل التوصل الى حل دائم للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض شمل في خطته المتضمنة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، بناء مطار دولي في الضفة الغربية وربط المدن الفلسطينية بسكك حديدية. ويؤكد مسؤولون فلسطينيون ان حكومة فياض وجدت تشجيعا كبيرا من الاطراف الدولية ومنها الولاياتالمتحدة الاميركية لبناء المطار. ويقول وزير التخطيط الفلسطيني علي الجرباوي لوكالة فرانس برس ان فياض عرض موضوع المطار على الدول المانحة خلال زيارته الاخيرة الى الولاياتالمتحدة، وان الموضوع حظي بتشجيع كبير من مختلف الاطراف. ويوضح الجرباوي " قطعنا شوطا كبيرا في اعداد المخططات اللازمة، واختيار الموقع للمطار". ويقول جرادات "واضح ان الاميركيين مهتمون بموضوع المطار، خاصة وانه لا يوجد للفلسطينيين منفذ جوي الى العالم. الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء يطالبان كافة الاطراف التي يلتقيان معها بتمويل بناء هذا المطار". وتبلغ الكلفة التقديرية لبناء المطار 462 مليون دولار. واسهم جرادات الذي يحمل شهادة في الهندسة المدنية، في بناء وتوسعة مطارات في كوالامبور والكويت وابو ظبي، كما ان لديه خبرة من خلال عمله مستشارا لتنفيذ طرق مواصلات فيدرالية في الولاياتالمتحدة الاميركية. ويؤكد جرادات الذي التقى ممثلين عن اللجنة الرباعية وعن المؤسسات الاميركية الداعمة للسلطة الفلسطينية، ان "فكرة بناء مطار دولي في الضفة الغربية تحظى بتشجيع من كافة الاطراف". ويضطر كل فلسطيني من الضفة الغربية يريد السفر للتوجه الى الاردن برا مع كل ما يرافق ذلك من ساعات انتظار طويلة وتفتيش على جسر اللنبي الذي تسيطر عليه اسرائيل. وحتى العام 2000 كان بامكان الفلسطينيين الحصول على تصاريح خاصة من الادارة المدنية الاسرائيلية للتوجه عبر مطار بن غوريون الاسرائيلي في تل ابيب، لكن عقب انتفاضة العام 2000 بات السفر من ذلك المطار ممنوعا عليهم. ويؤكد جرادات ان مخططات المطار والتصاميم باتت جاهزة، وكذلك تم اختيار المنطقة التي سيبنى عليها بمساحة تقدر بثمانية ملايين متر مربع. ويوضح "تم اعداد التصاميم، وتحديد مرافق المطار والجناح الرئاسي، ومنطقة الشحن، والمدرجات ومناطق الترانزيت، وحقول الوقود، وبرج المراقبة. سيكون هناك مدرجان، ومواقف طائرات تتلاءم مع اكبر انواع الطائرات، ومنها الايرباص العملاقة". واختارت الحكومة الفلسطينية منطقة البقيعة، في السواحرة الشرقية (منطقة ج، لا تزال خاضعة تماما للسيطرة الامنية الاسرائيلية) بين مدينة القدس واريحا، حيث ما نسبته 66% من المساحة الكلية لارض المطار اراضي حكومية، وتسعى الحكومة لاستملاك النسبة المتبقية من فلسطينيين. واشار جرادات الى ان ارض المطار تبعد حوالي 14 كلم عن قبة الصخرة في مدينة القدس، وحوالي 6 كلم عن البحر الميت. وفي الوقت الذي يبدو جرادات متفائلا ببناء "مطار فلسطين الدولي" في الضفة الغربية، فهو يرى ان "بناء السكك الحديدية سيكون صعبا، كونها بحاجة الى ربط اقليمي، ولا يكفي انشاء خطوط سكك حديدية محلية دون ربط اقليمي". وكانت اسرائيل وافقت على بناء مطار غزة الدولي، الذي افتتح في العام 1998، بحضور الرئيس الاميركي حينها بيل كلينتون والزعيم الراحل ياسر عرفات. الا ان اسرائيل اجتاحت المطار ودمرته في العام 2001. وكانت اسرائيل تستخدم مطارا للشحن التجاري بالقرب من مخيم قلنديا، قريبا من رام الله. وتقول السلطة الفلسطينية بان هذا المطار هو من حق السلطة الفلسطينية. وقال جرادات ان "المفاوض الفلسطيني سيواصل المطالبة بهذا المطار، لكن المطار في حال الحصول عليه سيكون للرحلات الداخلية فقط، كونه لا يصلح الا لذلك".