استقبل وفد من شخصيات سياسية هندية وصل الاثنين الى كشمير لوقف اعمال العنف التي يشهدها هذا الاقليم، بفتور من قبل القادة الانفصاليين المحليين الذين وصفوا الزيارة بانها "مهزلة" نظمتها السلطة المركزية. وهي المرة الاولى التي يزور فيها مثل هذا الوفد الذي يتراسه وزير الداخلية الهندي ب. شيدامبارام هذا الشطر من كشمير ذي الغالبية المسلمة منذ بدء التوتر في حزيران/يونيو الذي اوقع اكثر من 100 قتيل. وكانت الحكومة اعلنت الاسبوع الفائت تشكيل هذا الوفد المتعدد الطرف في ختام اجتماع ازمة في نيودلهي، وذلك بعدما تعرضت السلطات الهندية لانتقادات بسبب تعاملها غير الفاعل مع النزاع المستمر منذ اكثر من عشرين عاما. وصرح الزعيم الانفصالي المعتدل عمر فاروق لفرانس برس ان "الحضور الى هنا والقول انهم يقيمون الوضع عندما يعلم الجميع ان ابرياء يقتلون وان حظر التجول حول القسم الاكبر من كشمير الى سجن، هو مهزلة". واضاف "لا يمكننا دعم هذه التدابير الرامية فقط الى اظهار الحكومة على انها اكثر جدية". ورفض هذا الزعيم السياسي وزميله المعتدل ياسين مالك لقاء الوفد. ومنذ 11 حزيران/يونيو قتل ما لا يقل عن 106 اشخاص في صدامات بين قوى الامن وسكان تظاهروا ضد الادارة الهندية بحسب آخر حصيلة نشرت الاثنين. واصيب ستة متظاهرين بينهم فتى في ال11 بجروح الاثنين في مدينة سوبور (شمال) عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين بحسب ما قال شرطي. واضاف طالبا عدم كشف اسمه "احدهم في حالة خطرة". ورفض سيد علي جيلاني القيادي في الحركة الانفصالية فكرة عقد اي اجتماع. وقد نظم جيلاني (81 سنة) خلال الصيف معظم التظاهرات في وادي كشمير. واشترط قبل اجراء اي محادثات اعتبار نزاع كشمير نزاعا دوليا مطالبا نيودلهي بسحب قواتها شبه العسكرية والغاء الصلاحيات الخاصة الممنوحة لقوى الامن والافراج عن السجناء السياسيين. وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الاسبوع الفائت "علينا ان نتحدث الواحد الى الاخر. ومن لديهم تحفظات حيال الحكومة ينبغي ان يتكلموا مع الادارة". وقبل بدء الزيارة ابدى احد اعضاء الوفد باوان كومار بنسال من حزب المؤتمر الحاكم حذرا اذ قال "من غير الصحيح القول انه سيتم تسوية مشكلة كشمير غدا". وسيلتقي الوفد ممثلين للصناعة السياحية ورجال اعمال ومجموعات سياسية. واقليم كشمير الواقع في الهيملايا مقسم شطرين، احدهما تديره الهند (تابع لولاية جامو وكشمير) والثاني تديره باكستان. ويشهد الشطر الهندي منذ 1989 تمردا اوقع ما لا يقل عن 47 الف قتيل.