الرمادي (العراق) (رويترز) - قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس للجنود الامريكيين في العراق يوم الاربعاء انهم في المرحلة الاخيرة من الحرب في العراق بعد انتهاء المهام القتالية وان التاريخ سيصدر حكمه على الغزو وما اذا كان يستحق العناء. وخلال زيارة للقوات في الرمادي التي شهدت بعضا من أشرس المعارك خلال الحرب التي استمرت سبع سنوات ونصف السنة قال جيتس للجنود انه يعتقد انهم ما زالوا يستحقون أجر المهام القتالية رغم أن مهتهم تحولت رسميا الى التركيز على مساعدة القوات العراقية. وحين سأله صحفي ان كانت الولاياتالمتحدة ما زالت في حالة حرب بالعراق قال جيتس "كلا.. لسنا في حالة حرب." وأضاف "توقفت العمليات القتالية. سنظل نعمل مع العراقيين في مكافحة الارهاب. سنظل نقدم الكثير من التدريب والمشورة والمساعدة... لذلك يمكنني القول اننا انتقلنا الى المرحلة الاخيرة من مهمتنا في العراق." ووصل جيتس مع جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الى العراق يوم الاربعاء لحضور مراسم يسلم خلالها الجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الامريكية المنتهية ولايته في العراق المسؤولية الى القائد الجديد اللفتنانت جنرال لويد أوستن. ويأتي تغيير القيادة بعد يوم من الانتهاء الرسمي للمهمة القتالية الامريكية التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش بغزوه العراق عام 2003 . وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما للامريكيين في خطاب من المكتب البيضاوي "حان الوقت الان لطي الصفحة" الخاصة بالعراق. وسيبقى نحو 50 ألف جندي أمريكي في العراق حتى الانسحاب الكامل بحلول نهاية 2011 كما نص اتفاق أمني ثنائي بين الولاياتالمتحدة والعراق لكنهم سيقدمون المشورة والمساعدة للقوات العراقية بدلا من قيادة المعركة ضد المسلحين. ومازال الوضع الامني يمثل مصدر قلق كبيرا في العراق حيث تزيد الهجمات التي تستهدف قوات الامن العراقية وهناك مخاوف من أن يؤدي انهاء العمليات القتالية الامريكية الى ترك فجوة أكبر يمكن للمقاتلين استغلالها. كما تتصاعد التوترات بسبب تعثر محاولات تشكيل حكومة جديدة بعد ستة أشهر من انتخابات غير حاسمة. وذكرت وزارة الصحة أن عدد المدنيين الذين قتلوا في أعمال عنف في اغسطس اب بلغ 295 منخفضا عن عددهم في الشهر السابق وعن العدد في اغسطس من العام الماضي. لكن الخسائر البشرية بين قوات الامن العراقية كانت مرتفعة الشهر الماضي حيث استهدف مسلحون رجالا من الشرطة والجيش في محاولة لتقويض ثقة الجماهير في قدراتهم مع تسلمهم المسؤولية من القوات الامريكية. وقالت وزارتا الدفاع والداخلية ان 54 جنديا من الجيش و77 من الشرطة قتلوا في هجمات في اغسطس. وقال جيتس ان الحكم على الغزو يحتاج "رأي مؤرخ" ويتوقف على المستقبل السياسي للعراق. وأضاف أنه اذا ظلت البلاد ديمقراطية وقامت بدور بناء فربما يكون لها أثر كبير على الشرق الاوسط. وتابع "أما كيف سيؤثر ذلك على الميزان بمرور الوقت فأعتقد أن هذا سيتضح فيما بعد." وأردف قوله "ستظل هذه عملية مستمرة لفترة طويلة. هذا أمر جديد في تاريخ العراق الممتد عدة الاف من السنين وهو أمر جديد الى حد ما في هذه المنطقة من العالم. لكني أعتقد أنهم انطلقوا في بداية طيبة." وقال للجنود الامريكيين في الرمادي بمحافظة الانبار في غرب العراق انه مازال لديهم دور مهم عليهم أن يؤدوه. وأضاف "فلتعلموا أنه رغم انتهاء العمليات القتالية في العراق وتحول اهتمامنا بشكل متزايد الى أفغانستان فان عملنا لا يزال ضروريا من أجل نجاح جهودنا هنا في نهاية المطاف." ومضى يقول "اذا سألني أحد لدى عودتي الى البنتاجون فسأقول انني أعتقد أن علينا الاستمرار في دفع الاجر عن المهام القتالية" وذلك ردا على سؤال طرحه أحد الجنود. وقال جيتس ان الولاياتالمتحدة ملتزمة بالانسحاب التام من العراق بحلول نهاية عام 2011 وفقا للمعاهدة الامنية لكنه لم يستبعد الابقاء على بعض الجنود الامريكيين لفترة أطول اذا طلبت الحكومة العراقية هذا.