وقعت الحكومة السورية عقدا مع شركة روسية الاثنين لتنفيذ المرحلة الاولى من مشروع ري في محافظة الحسكة (شمال شرق) بقيمة تتجاوز 193 مليون يورو (264 مليون دولار اميركي)، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). ومنذ اندلاع النزاع في البلاد قبل ثلاثة اعوام، يتقاسم السيطرة على هذه المحافظة المختلطة بين العرب والاكراد، نظام الرئيس بشار الاسد وقوات كردية، وعناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي. وقالت سانا ان الهيئة العامة للموارد المائية وقعت مع شركة ستروي ترانس غاز الروسية عقدا "لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ري دجلة والتي تتضمن إقامة محطة الضخ الرئيسية وأنابيب الدفع في منطقة عين ديوار (اقصى شمال شرق سوريا) وذلك بكلفة تفوق 193 مليون يورو". ونقلت الوكالة عن وزير الموارد المائية بسام حنا قوله ان الكلفة الاجمالية للمشروع "لا تقل عن 2 مليار دولار (1,5 مليار يورو)". واشار الى ان المشروع يشمل ري "150 ألف هكتار جديدة و64 الف هكتار قديمة سيعاد تأهيلها بحيث تصبح المساحة الإجمالية المروية من المشروع بحدود 214 ألف هكتار". ويهدف المشروع الى استجرار مياه نهر دجلة بكمية اجمالية تبلغ 1250 مليون متر مكعب سنويا، وتأمين مياه الشرب، بحسب سانا. وتبلغ مدة تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع أربع سنوات، بحسب الوكالة، في حين ان المرحلة الثانية هي قيد التعاقد مع الشركة نفسها، على ان تشمل انجاز قناة للمياه وشبكات ري. واكد وزير الزراعة احمد القادري ان المشروع يهدف الى "تعزيز الأمن الزراعي في المنطقة الشرقية التي تعتبر مصدرا رئيسا لتأمين احتياجات البلاد من الحبوب والمحاصيل الأساسية". ومنذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011، بقي الاكراد في منأى عن المعارك بين النظام ومقاتلي المعارضة. وانسحبت القوات النظامية من غالبية المناطق الكردية في صيف العام 2012. وفي الاشهر الاخيرة، خاض المقاتلون الاكراد معارك عنيفة مع المقاتلين الجهاديين من "الدولة الاسلامية"، الذين يسيطرون على مناطق في جنوب الحسكة. وتعد موسكو ابرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، وتمده بالدعم العسكري والسياسي والاقتصادي. وافاد الناشط والصحافي المتحدر من الحسكة الذي يقدم نفسه باسم هفيدار وكالة فرانس برس ان المشروع "موجود قبل بدء الثورة ولكن العقد ابرم مع شركة كويتية الا انه توقف بسبب انعدام الامن " واضاف "لست متأكدا كيف سيتم تنفيذ ذلك، لأن معظم الحسكة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي المرتبط بحزب العمال الكردستاني)، ولكن في حال تم تنفيذه بطريقة صحيحة وشفافة فان ذلك سيكون امرا جيدا لان نقص المياه في الحسكة مشكلة ملحة".