وافق وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاحد على عودة مستوطنين يهود الى منزل في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة، بحسب ما اعلن بيان صادر عن مكتبه. واصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية الشهر الماضي حكما قضى باعتبار المستوطنين الاصحاب الشرعيين لمنزل من اربع طبقات يقع في قلب مدينة الخليل القديمة. وقال البيان "عقب قرار المحكمة، وافق وزير الدفاع موشيه يعالون اليوم على ان يتم السكن في المنزل" مشيرا الى انه تم "السماح لعدد محدود من العائلات بالسكن بالمنزل". ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان ثلاث عائلات من المستوطنين انتقلت بالفعل الى المنزل بعد ظهر الاحد. وندد المتحدث باسم حركة "السلام الان" ليئور اميحاي بالقرار قائلا "اثبت وزير الدفاع والحكومة مع هذا القرار انهما غير مهتمين بحل الدولتين او حتى بالمفاوضات". واضاف "هذا قرار محزن يقوي المستوطنين الاكثر يمينية والاكثر تطرفا والذين سيحصلون على مستوطنة جدية". ووضع القرار حدا لدعوى قضائية استمرت سبع سنوات قدمتها اسرة الرجبي الفلسطينية التي كانت تملك المنزل، وتقول فيها ان المستوطنين اقاموا في المنزل من طريق الغش. ونددت منظمة كسر الصمت الاسرائيلية غير الحكومية المؤلفة من جنود سابقين في الجيش الاسرائيلي يقومون بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان ضد الفلسطينيين بالقرار، وقالت في بيان انها المرة الاولى منذ عام 1980 التي تسمح فيها السلطات الاسرائيلية بانشاء مستوطنة جديدة في الخليل. وبحسب المنظمة فانه مع تعزيز الحضور العسكري في محيط هذه المستوطنة الجديدة، فان الفلسطينيين سيواجهون قيودا جديدة مثل "اغلاق الطرق او المحلات التجارية". ويأتي انتقال المستوطنين الى المنزل في الوقت الذي تمر فيه مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بازمة وبعد ثلاثة ايام من فرض اسرائيل عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين. والمنزل الذي اطلق عليه البعض اسم "منزل النزاع" والمستوطنين اسم "منزل السلام" باعه في 2004 وفقا للمحكمة اصحابه الفلسطينيون الى مستوطنين بواسطة رجل غير يهودي. وفي 2007 اقام المستوطنون في المنزل وقدم الفلسطينيون شكوى باعتبار ان الغش يبطل عملية البيع. ويعتبر الفلسطينيون بيع منزل لمستوطنين يهود خيانة، ولهذا السبب تتم دائما هذه الصفقات سرا او بواسطة عملاء ما يؤدي الى رفع شكاوى امام المحاكم الاسرائيلية. والمستوطنون الذين اقاموا في هذا المنزل في 2007 طردهم منه الجيش الاسرائيلي في 2008 بعد اسبوع من اعمال العنف. ويثبت رد شكوى الاسرة الفلسطينية نهائيا، ان المستوطنين باتوا اصحاب المنزل الشرعيين. ويعيش نحو 200 الف فلسطيني في الخليل وهي اكبر مدينة في الضفة الغربيةالمحتلة في اجواء توتر دائم مع نحو سبعمئة مستوطن يهودي يقيمون في جيب في قلب المدينة بحماية من الجيش الاسرائيلي.