اعلنت ايران والقوى الكبرى الاربعاء انها ستبدأ في ايار/مايو العمل على اتفاق نهائي يختم في حال اقراره عقدا من الخلافات حول برنامج ايران النووي. وصرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في فيينا للصحافة الايرانية ان "المرحلة الصعبة تقترب مع البدء بصياغة الاتفاق" في 13 ايار/مايو، بعد يومين من النقاشات المكثفة في العاصمة النمساوية. وتحدثت محاورته، وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون التي تمثل مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) عن بدء "المرحلة التالية" في مفاوضات بالغة في التعقيد. وشدد المسؤولان في اعلان مشترك على انه "من الضروري العمل بشكل مكثف لتجاوز الخلافات المتبقية". ويبدو الحذر سيد الموقف وينعكس في الكلمات التي اختار الدبلوماسيان استخدامها. لكن الطريق التي قطعت مهمة جدا، بعد ثلاثة اشهر من هذه المفاوضات البالغة التعقيد، والتي باتت ممكنة بعد موافقة طهران في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت على تعليق حيز من انشطتها النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات التي تخنق اقتصادها. واعتبر ظريف الاربعاء ان الطرفين تمكنا من حل "50 الى 60% من المسائل" متحدثا عن تخصيب اليورانيوم من بين النقاط العالقة. ومن النقاط الحساسة حجم برنامج تخصيب اليورانيوم. وعمليا لا يزال من الضروري الاتفاق حول عدد ونوع الات الطرد المركزي (المستخدمة في التخصيب) التي تستخدمها ايران. كما تتعثر المفاوضات حول مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي لا يزال قيد الانشاء، لأنه يستخدم البلوتونيوم الذي يمكن أن يساهم في تصنيع القنبلة النووية. وسيؤدي التوصل الى اتفاق نهائي الى الغاء كل العقوبات المفروضة على ايران لقاء الحصول على ضمانات قوية ويمكن التحقق منها بان ايران لا تسعى الى حيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني، ومن بينها زيادة عمليات تفتيش المنشآت الايرانية من طرف مفتشي الاممالمتحدة. ويسعى وفدا ايران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) التي تمثلها اشتون الى صياغة وثيقة نهائية مع حلول 20 تموز/يوليو، لكن يمكن تمديد هذه المهلة. وسيتيح هذا الاتفاق لايران ان تخرج من عزلة تحرم اقتصادها كل اسبوع من مليارات الدولارات من عائدات النفط. وفي واشنطن، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء انه في حال اخفقت المفاوضات فان ايران تحتاج فقط الى شهرين لامتلاك القدرة النووية. واوضح ان "هذا لا يعني انهم سيحصلون على راس (نووي) او نظام او ربما قدرة اختبار". على صعيد آخر جدد المرشد الاعلى في ايران آية الله علي خامنئي دعمه للمفاوضات النووية، مستبعدا وقف البرنامج النووي الايراني. واكد الله خامنئي ان ايران وافقت على التفاوض حول برنامجها الذي يشتبه الغربيون واسرائيل في انه يخفي جانبا عسكريا "لانهاء المناخ المعادي حيال الجمهورية الاسلامية" واعتبر ان "من الضروري استمرار هذه المفاوضات". لكن خامنئي اكد في كلمة القاها امام علماء ونشر نصها على موقعه في شبكة الانترنت، انه "على رغم استمرار هذه المفاوضات، فان انشطة البحث والتطوير النووية والنجاح الذي احرزته ايران على الصعيد النووي لن تتوقف ابدا". وذكر آية الله خامنئي ايضا بأن "السياسة الثابتة للجمهورية الاسلامية هي عدم حيازة السلاح النووي".