حذرت مسؤولة بريطانية الاربعاء من تجاهل المجتمع الدولي السودان الذي يحتاج الى حجم "مذهل" من المساعدات وتتدهور الاوضاع في اجزاء منه . وقالت كاتي ترتون المسؤولة في وزارة التنمية الدولية البريطانية لدى تدشين خطة الاممالمتحدة وشركاءها لعام 2014 للاحتياجات الانسانية للسودان "الارقام حقيقة مذهلة". وتقدر الاممالمتحدة عدد الذين يحتاجون لمساعدات انسانية في البلاد بحوالي 6,1 ملايين شخص اكثر من نصفهم في اقليم دارفور وتبلغ جملة تكلفة المساعدات 995 مليون دولار . واضافت ترتون "الاوضاع في دارفور وجنوب كردفان تتدهور بسرعة" وهناك عدد كبير من اللاجئين وصلوا من جنوب السودان. وتابعت "الموارد قليلة ونحن قلقون للغاية من ان تختفي دارفور من اهتمام المجتمع الدولي وان يترك السودان دون موارد لمقابلة احتياجات الاغاثة". واكدت الاممالمتحدة انه في نهاية شهر آذار/مارس الماضي هناك مائتي الف شخص فروا من منازلهم جراء القتال الدائر في دارفور اضافة الي اكثر من مليوني شخص يعيشون في مخيمات منذ بدء الحرب في الاقليم قبل احد عشر عاما . واعلنت بعثة حفظ السلام في دارفور ان السبب الرئيسي لفرار الناس في شهر آذار/مارس تمثل في هجمات قامت بها ميليشيا شبه عسكرية على القرى . ووصفت الحكومة هذه الاتهامات "بالهراء ". وفي جنوب كردفان والنيل الازرق التي يقاتل فيهما متمردون حكومة الخرطوم منذ ثلاثة اعوام تقدر الاممالمتحدة عدد الذين تاثروا بالصراع بحوالي 1,1 مليون شخص . وتم تسجيل وصول حوالي ستين الف شخص منذ بدء القتال في دولة جنوب السودان المجاورة في كانون الاول/ديسمبر الماضي . واعلن مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوشا) الاسبوع الماضي ان 5,5 بالمئة فقط من جملة التمويل البالغ 995 مليون دولار تم الحصول عليها. وقالت اوشا انه في الوقت الذي توجد فيه حاجة للمزيد فان نسب التمويل تناقصت خلال السنوات الثلاث الماضية. وعللت ورقة اوشا الامر جزئيا بوجود حاجات في اقطار اخرى اضافة الى قلق المانحين من ازاء امن عمال الاغاثة وحرية حركتهم. واضافت الورقة بعد تطورات صغيرة خلال الاسابيع الماضية في استجابة السلطات لطلبات الحركة في دارفور على اثر النزوح الاخير فان تحسنا كبيرا سجل نهاية آذار/مارس الماضي . وقال مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "تحسن معتدل في الوصول الي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب كردفان والنيل الازرق ولكن مازال المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية منقطعون عن المساعدات من داخل السودان". وتؤكد السلطات السودانية ان منع الوصول سببه الحرص على سلامة العاملين في مجال الاغاثة . ومن جهته اكد سليمان عبد الرحمن مفوض العون الانساني في السودان بان السودان على استعداد لمساعدة اي مجموعة اغاثة دولية او محلية في الوصول للمحتاجين اين ما كانوا "لكن يجب ان يؤخذ في الحسبان حماية هؤلاء العاملين " وفي عام 2009 طردت الحكومة السودانية عددا من منظمات الاغاثة الدولية من دارفور على اثر اصدار محكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في الاقليم.