قال رئيس الأركان السابق للجيش المصري الفريق أول سامي عنان يوم الخميس إنه لن يخوض انتخابات الرئاسة التي ستجرى خلال شهور قلائل والتي يتوقع أن يتقدم لها قريبا القائد الحالي للجيش المشير عبد الفتاح السيسي. وقال عنان في مؤتمر صحفي "أعلن لجماهير شعبنا العظيم أنني اتخذت قرارا بعدم الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية إعلاء للمصلحة العليا للبلاد وإدراكا للمخاطر التي تحيط بالوطن." ويبدو أن عنان يشير إلى العنف السياسي الذي اندلع في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز عقب احتجاجات حاشدة على حكمه. ومنذ عزل مرسي قتل نحو 1500 شخص أغلبهم من مؤيديه وبينهم مئات من رجال الشرطة والجيش. ويقول محللون إن عنان لعب دورا بارزا في الحياة السياسية المصرية في الفترة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة 2011. واستمرت الفترة الانتقالية نحو 17 شهرا كان عنان يشغل خلالها منصبي رئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس االمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد إسقاط مبارك. وفي أغسطس آب عزل مرسي كلا من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وعنان من مناصبهما وعين السيسي في منصبي القائد العام للجيش ووزير الدفاع والإنتاج الحربي. كما عين الفريق صدقي صبحي رئيسا للأركان. وكان عنان أعلن بعد عزل مرسي أنه يعتزم الترشح للمنصب وعقب ذلك تعرض لانتقادات من صحف ومحطات تلفزيون محلية تؤيد السيسي. وانتقد عنان ما قال إنها "حملة الشائعات والأكاذيب والتشويه والافتراءات التي ساقها البعض ضدي." وتدهور اقتصاد مصر مع ما عانته من مشاكل أمنية بجانب الاضطراب السياسي منذ الإطاحة بمبارك الذي حكم مصر 30 عاما. وكان مبارك قائدا للقوات الجوية عندما عينه الرئيس أنور السادات نائبا له عام 1975. ومنذ ثورة يوليو تموز 1952 حكم مصر ضباط من الجيش باستثناء مرسي وهو أستاذ جامعي انتخب في أول اقتراع رئاسي حر شهدته أكبر الدول العربية سكانا. وقال عسكري متقاعد بارز آخر هو الفريق أحمد شفيق إنه يدعم ترشح السيسي. وكان شفيق وهو آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك قد خسر انتخابات الرئاسة أمام مرسي عام 2012 وبعد إعلان النتيجة بأيام سافر إلى دبي التي ما زال يقيم فيها. (تغطية صحفية للنشرة العربية محمد عبد اللاه - شارك في التغطية سعد حسين - تحرير منير البويطي)