يدلي الكولومبيون الاحد باصواتهم في انتخابات تشريعية حاسمة لعملية السلام بين الحكومة والمتمردين الماركسيين في القوات الثورية الكولومبية المسلحة الثورية (فارك)، على امل انهاء اقدم نزاع في اميركا اللاتينية. وفي حال لم تحدث اي مفاجأة، سيحتفظ الرئيس مانويل سانتوس المرشح لولاية جديدة لأربع سنوات ويحكم في إطار تحالف بين حزبه "من أجل الوحدة" والحزب الليبرالي وحزب التغيير الراديكالي، بالغالبية في البرلمان ومجلس الشيوخ وهي خطوة أساسية في إطار المحادثات المدعومة حتى الآن من غالبية الشعب. وقال رئيس الدولة المرشح لولاية رئاسية جديدة مدتها اربع سنوات في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في ايار/مايو ان "البرلمان المقبل سيكون له دور مهم جدا في ما تعيشه البلاد بما في ذلك عملية السلام". وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة أنديس دي بوغوتا ساندرا بوردا لوكالة فرانس برس إن "الرئيس سيحافظ على الارجح على الغالبية لأنه من الصعب الفوز على تحالفه"، مشيرة إلى أن "مسألة عملية السلام ستشكل مفتاحا أساسيا". وأضافت بوردا التي شاركت في وضع كتاب "عملية السلام في كولومبيا"، أنه "حتى لو كان كثير من الكولومبيين يشككون في نجاح العملية، فانهم لن ينقلبوا عليها". ودعي اكثر من 32 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم بين الساعة الثامنة والساعة 16,00 (13,00 و21,00 ت غ) من اجل تجديد مجلسي البرلمان (102 من اعضاء مجلس الشيوخ و166 نائبا). ورهان الانتخابات الأحد هو النتيجة التي سيحققها الرئيس السابق ألفارو أوريبي الذي يتهم سانتوس ب"الخيانة لتحويله المتمردين إلى لاعبين سياسيين". وما زال أوريبي الرئيس المحافظ السابق، يتمتع بشعبية بسبب حربه ضد متمردي القوات الثورية بين 2002 و2010، وهو أول من طالب في مجلس الشيوخ بتعديل المحادثات، رافعا شعار "لا للإفلات من العقاب"، وهو أيضا شعاره الانتخابي. ولكن بحسب استطلاع للرأي لن يحصل حزبه الجديد "المركز الديموقراطي" سوى على 14% من الأصوات، ما يعني 19 مقعدا من أصل 102 في مجلس الشيوخ. ويرى لويس غييرمو مدير فرع العلوم السياسية في جامعة بونتيفيكا بوليفاريانا في مدينة ميديين ان "لائحة أوريبي لن تحصل على الغالبية ولكنها ستكون قادرة على زعزعة الأجندة الوطنية". وتابع "سيكون صعبا عليه منع مصادقة البرلمان على اي قرار، ولكن في حال عرض اتفاق السلام على الاستفتاء، قد يكون لصوت أوريبي تاثير كبير". وستكون مهمة البرلمان الجديد ابرام اي اتفاقات محتملة مع متمردي فارك، الحركة التي تأسست في 1964 وما زالت تضم نحو ثمانية آلاف مقاتل. وتبقى قضية مشاركة المتمردين في الحياة السياسية من دون تعرضهم للسجن حساسة جدا في بلد أسفر فيه نزاع شاركت فيه الميليشيات والمجموعات الإجرامية عن مقتل الآلاف خلال 50 عاما. واستبعدت حركة التمرد هذه قبل اسابيع اي وقف لاطلاق النار من طرف واحد خلال الانتخابات التي نشر نحو 266 الف شرطي وعسكري في البلاد لضمان امنها، بينما تم تأمين حماية خاصة لاكثر من 300 مرشح بعد تلقيهم تهديدات. وقال مسؤول بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الدول الاميركية خوسيه انطونيو فييرا غايو ان "الظروف الامنية افضل" مما كانت عليه من قبل و"ان لم تكن مثالية". واوفد غايو مراقبين الى بوغوتا وخمس مناطق اخرى حساسة هي اتلانتيكو وفالي دي كاوكا وانتيوكيا وسانتاندر.