نفذ الطيران الباكستاني الخميس غارات جوية على معاقل طالبان عند الحدود الافغانية اسفرت عن سقوط 15 قتيلا، وذلك غداة عرض مشروط من المقاتلين لتحريك عملية السلام المعطلة بسبب اعمال العنف. وقصف الطيران الباكستاني بعد منتصف الليل معسكرات طالبان في مقاطعة مير علي بولاية وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية شمال غرب البلاد التي تعتبر معقل الحركات الاسلامية المتطرفة في المنطقة، وفق مصادر امنية. وصرح مسؤول استخباراتي باكستاني كبير لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان "تقاريرنا تؤكد مقتل 15 مقاتلا من بينهم اجانب في تلك الغارات الجوية". واضاف ان "الغارات استهدفت بدقة معسكرات طالبان، ودمرت مخبأ كبيرا للاسلحة والذخيرة". وكانت ولاية وزيرستان الشمالية اكثر المناطق المستهدفة بغارات الطائرات الاميركية بدون طيار خلال العقد الاخير، لكن نادرا ما يستهدفها الطيران الحربي الباكستاني. كما استهدف قصف سلاح الجو الباكستاني الخميس معسكرات للمتمردين في اقليم خيبر المحاذي لافغانستان، بحسب ما افاد مصدر امني آخر. وشنت الغارات بعد ساعات فقط من عرض حركة طالبان الباكستانية الاسلامية المسلحة التي تقاتل منذ سبع سنوات حكومة اسلام اباد، وقف اطلاق النار بشروط على السلطات من اجل تحريك عملية السلام. واعلن شهيد الله شهيد الناطق باسم الحركة التي تتهم الحكومة بدعم الحرب الاميركية على الارهاب في المنطقة، لفرانس برس مساء الاربعاء "نحن مستعدون لوقف اطلاق النار اذا ضمنت لنا الحكومة اننا لن نعثر على جثث رفقائنا في اكياس بعد قتلهم في عمليات او انهم لن يعتقلوا". وعلقت المباحثات بين وسطاء الحكومة والمقاتلين الاثنين بعد ان تبنت طالبان قتل 23 جنديا باكستانيا خطفوا في حزيران/يونيو 2010. وقالت السلطات الباكستانية الخميس ان هؤلاء الجنود قتلوا "على الاراضي الافغانية" واحتجت لدى سلطات كابول المشتبه في انها تغض الطرف عن نشاط طالبان باكستان على اراضيها. وقال مصدر امني باكستاني ان "الضربات الجوية (التي نفذت الخميس) جاءت ردا على هجمات طالبان الاخيرة". وقال شودري نصار وزير الداخلية "انه دفاع عن النفس". ورد ابراهيم خان العضو في فريق مفاوضي حركة طالبان الباكستانية بالقول ان "الانعكاسات السلبية (لهذا الهجوم) واضحة لكننا سنواصل جهودنا من اجل استعادة السلم". واضاف خان ان "المفاوضات هي الطريق الوحيد وليس هناك غيرها" من اجل الخروج من الازمة، بينما اعتبر مفاوضون هذا الاسبوع ان العمليات العسكرية في المناطق القبلية ستزيد في مفاقمة النزاع. واوضح وزير الداخلية الباكستاني ان "المفاوضات تم تعليقها لكنها لم تنته" مضيفا ان "الحوار لا يمكن ان يتوافق مع اعمال العنف". وقتل ما لا يقل عن 93 شخصا بمن فيهم جنود في هجمات نفذتها حركة طالبان الباكستانية، منذ ان اعلن رئيس الوزراء نواز شريف بصورة مفاجئة في نهاية كانون الثاني/يناير، استئناف عملية السلام. من جهة اخرى قتل خمسة اشخاص الخميس في كراتشي (جنوب) في هجوم نفذه مسلحون مجهولون على سيارة زعيم محلي لحزب عوامي الوطني المناهض لطالبان الذي يعد من الاهداف المفضلة للمتمردين. ومقابل السلام تطالب حركة طالبان بالافراج عن عناصرها المعتقلين وانسحاب الجيش من المناطق القبلية وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة في البلاد. وبما ان العديد من هذه المطالب غير مقبولة اصلا من الحكومة والجيش، يرى المراقبون ان عملية السلام مآلها الفشل.