يستعد طاقم سفينة روسية عالقة في انتركتيكا وركابها للاحتفال بعيد رأس السنة وسط الجليد بسبب سوء الاحوال الجوية التي حالت دون اجلائهم بواسطة مروحية. وسفينة "ام في اكاديميك شوكالسكي" الروسية عالقة منذ يوم الثلاثاء الماضي في طبقات سميكة من الجليد لم تتمكن ثلاث كاسحات جليد ارسلت الى المكان من كسرها. والسفينة الروسية عالقة على مسافة حوالى مئة ميل بحري شرق القاعدة الفرنسية دومون دورفيل. وتمكنت كاسحة الجليد الاسترالية "اورورا استراليس" من الاقتراب يوم الاثنين الى مسافة عشرة اميال بحرية من السفينة العالقة التي تحمل على متنها 74 عالما وسائحا وافراد الطاقم. لكن السفينة اضطرت الى العودة ادراجها بسبب تساقط كثيف للثلوج ورياح جليدية. وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية الاثنين ان مروحية ستقوم باجلاء 52 راكبا من السفينة في حال سمحت الاحوال الجوية بذلك. لكن نظرا الى استمرار الاحوال الجوية السيئة ، عجزت الوكالة الاسترالية للسلامة البحرية (امسا) التي تنسق العمليات، عن تنظيم عملية الاجلاء هذه. وقالت الوكالة الاسترالية "ان المروحية لا يمكنها ان تحلق في الظروف الحالية. والظروف لن تتحسن قبل يوم الغد (الاربعاء) وسيتخذ قرار ارسال فرق اغاثة الى المكان في اللحظة الاخيرة". وقد حدد موقع لهبوط المروحية على الجليد قرب السفينة الروسية تحسبا لعملية الاجلاء التي ستشمل فقط الركاب وليس افراد الطاقم الاثنين والعشرين على ما اوضح المصدر ذاته. وقال اندرو بيكوك وهو طبيب على متن السفينة الروسية ان الركاب "مستاؤون بعض الشيء من الانتظار لكنهم تقبلوا فكرة الانتظار لفترة اطول". وهم على ما قال يحاولون رفع المعنويات من خلال تنظيم حفلة صغيرة مساء 31 كانون الاول/ديسمبر احتفالا برأس السنة، في حانة السفينة. وقال لوكالة فرانس برس "نمضي وقتنا في المطالعة والاستعداد لعملية اجلاء محتملة بالمروحية ونواصل تجاربنا العلمية او نشاهد الافلام ونكتب اغنية بمناسبة رأس السنة". واضاف "نعرف ان الحادث جدي واننا تسببنا بمشاكل. نحن لسنا حزينين او غاضبين بل مستاءين بعض الشيء وليس لدينا اي خيار اخر الا الصبر والمحافظة على المعنويات". ولسفينة "ام في اكاديميك شوكالسكي" مخزونات من الاطعمة الطازجة لمدة اسبوعين فضلا عن مخزون اضافي من الاطعمة المجففة يكفي لاسبوعين اضافيين. لكن بيكوك قال ان كمية المشروبات بدأت تتراجع "لكن لدينا كمية تكفينا من الكحول" للاحتفال برأس السنة. وتستعيد سفينة "إم في أكاديميك شوكالسكيي" الرحلة الشهيرة التي قام بها المستكشف الأسترالي دوغلاس مووسن وطاقمه إلى أنتركتيكا قبل قرن (1911-1914). وهي كانت قد أرسلت طلب مساعدة الأربعاء بعدما علقت الثلاثاء في المياه المتجمدة للمحيط الجنوبي. والسبت، هرعت كاسحة الجليد الصينية "سنو دراغون" لنجدتها، وقبل بلوغها بسبعة اميال بحرية، علقت الكاسحة الصينية هي الاخرى في طبقة سميكة من المياه المتجمدة، ما اجبرها على ان تعود ادراجها. وكذلك فعلت السفينة الفرنسية "استرولاب" وواجهت المصير ذاته.