غزة (رويترز) - فاقم طقس الشتاء القارس الذي يجتاح معظم دول الشرق الأوسط معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة يوم الخميس حيث أُصيب أكثر من 30 شخصا في حوادث سيارات وانهيار منازل نتيجة هطول أمطار غزيرة. وتنقطع الكهرباء عن سكان غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة نحو 12 ساعة يوميا منذ إغلاق محطة الكهرباء الوحيدة الشهر الماضي بسبب نقص الوقود. ونجا القطاع الذي تحكمه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من الثلوج التي سقطت على أنحاء أخرى بالمنطقة لكن الأمطار الغزيرة أسقطت الأشجار وألحقت أضرارا بنحو 200 منزل. وبنى السكان جسورا مؤقتة بالطوب والألواح الخشبية وسط المياه وجاب عمال الطواريء الشوارع المغمورة في شاحنات ثقيلة وزوارق صيد صغيرة لانتشال السكان الذين حاصرتهم مياه شديدة البرودة الى أماكن آمنة. ويفتقر قطاع غزة وهو من أكثر الأماكن كثافة سكانية على سطح الأرض لمعظم منشآت البنية الأساسية المدنية ويعيش في ظل حصار اسرائيلي يهدف الى وقف تدفق الأسلحة لكنه يحد أيضا من تدفق واردات الوقود ومواد البناء والسلع الأساسية. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة أن 31 من السكان أُصيبوا بجروح بينهم اثنان اصاباتهما خطيرة في انهيار منازل وحوادث سيارات وتعرض البعض للسقوط. وقال القدرة ان السلطات قادرة حتى الآن على القيام بمهامها بكميات محدودة من الوقود لسيارات الاسعاف والمراكز الطبية لكنه ناشد كل الأطراف تقديم المساعدة حتى يتمكنوا من مواصلة أعمالهم. وتساقطت الثلوج على الأردن ولبنان حيث يعيش نحو مليون لاجيء من الحرب الأهلية السورية كثيرون منهم في خيام يكافحون في مواجهة الطقس السيء. وفي مناطق من الضفة الغربيةالمحتلة والقدس أغلقت كثير من المدارس والمكاتب أبوابها وتوقفت لفترة وجيزة وسائل النقل العام. وغطت الثلوج القمة الذهبية لمسجد قبة الصخرة هناك. وفي قطاع غزة نظر بعض السكان الى الجانب المضيء للطبيعة القاسية. فقال ابو خالد وهو بائع خضروات وهو يبتسم "كأننا كنا بحاجة للمزيد!." وأضاف وهو يرتدي معطفا ثقيلا وغطاء رأس من الصوف "على أي حال المطر شيء جيد - ربنا يخفف العناء." من نضال المغربي