عاد صرب كوسوفسكا ميتروفيتشا في كوسوفو الى مراكز الاقتراع الاحد بعد الغاء الانتخابات البلدية التي اجريت في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر في مدينتهم، بسبب اعمال العنف التي قام بها صرب يعارضون المشاركة في هذا الاقتراع الذي يعد اختبارا لتطبيع العلاقات بين بريشتينا وبلغراد. والاقتراع الذي بدأ في الساعة 06,00 ت غ وينتهي في الساعة 18,00 ت غ، سيتكرر في ثلاثة مراكز تصويت في الجزء الشمالي من ميتروفيتشا، تحت رقابة مشددة للشرطة هذه المرة. وانتشر عدد كبير من عناصر الشرطة وجنود قوة الحلف الاطلسي في كوسوفو صباح الاحد، امام وعلى مقربة من اقلام الاقتراع، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. وقال زليكو بوييتش وهو قائد محلي صربي لشرطة كوسوفو "لن يتم التساهل مع اي استفزاز او ترهيب". وفي بيان مشترك، اعلنت البعثة الاوروبية وقوة الحلف الاطلسي (كفور) في كوسوفو عن "تعزيز حضورهما" خلال الانتخابات. وقد الغي الاقتراع في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر في مكاتب التصويت الصربية الثلاثة هذه قبل اكثر من ساعة من اقفالها الرسمي، بعدما اقتحمها متطرفون مقنعون من الصرب حطموا صناديق الاقتراع. وتواروا قبل وصول قوات الامن. وعلى مقربة من مكاتب التصويت، عمدت مجموعات من الصرب القوميين الرافضين مشاركة الصرب في الاقتراع، الى شتم الاشخاص الذين كانوا متوجهين اليها. وقالت معلمة من ميتروفيتشا "لم ادل بصوتي في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، لكني سأصوت الاحد لان العار الذي شعرت به يحفزني على التصويت. تابعت باشمئزاز ما يفعلونه بالناس الذين ذهبوا للتصويت". وتساءلت هذه المرأة التي تبلغ الخامسة والاربعين من العمر "لم نحصل على دعم من واشنطن ولا على دعم من بروكسل. ماذا سيحصل لنا اذا ما خسرنا دعم بلغراد؟" إلا ان التصويت كان صحيحا في البلديات الثلاث الاخرى في شمال كوسوفو، وهي منطقة متاخمة لصربيا حيث يشكل الاربعون الف صربي الذين يسكنونها الاكثرية الساحقة وحيث لا تمارس بريشتينا اي سلطة. وهذا التصويت هو الاول الذي تنظمه بريشتينا والذين كانوا يشاركون فيه منذ استقلال كوسوفو في 2008. وكانت بلغراد التي تأمل في ان تبدأ قريبا مفاوضات انضمام مع الاتحاد الاوروبي، شجعت صرب كوسوفو على المشاركة في هذه الانتخابات البلدية التي يفترض ان تترجم بانشاء "هيئة البلديات الصربية". وستجسد هذه الهيئة درجة الحكم الذاتي المقررة للمجموعة الصربية في كوسوفو عبر الاتفاق التاريخي الذي عقد في بروكسل في نيسان/ابريل بين بلغراد وبريشتينا برعاية الاتحاد الاوروبي. وستحل محل مؤسسات الدولة الصربية في شمال كوسوفو التي كان حضورها يعتبر غير شرعي سواء من قبل بريشتينا او من قبل المجموعة الدولية. الا ان نسبة المشاركة في الجزء الشمالي من ميتروفيتشا الذي يضم اكثرية صربية كان ضعيفا جدا في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، ما دون 10%، واذا ما تأكدت هذه المشاركة الضعيفة الاحد، فيمكن ان ينجم عنها وصول مندوب الباني الى رئاسة ميتروفيتشا الشمالية. وزار رئيس الوزراء الصربي ايفيتشا داسيتش الجمعة ميتروفيتشا من اجل دعوة الصرب للمرة الاخيرة للتوجه الى مراكز الاقتراع. وقال خلال تجمع انتخابي ان "صربيا لا تستطيع ان تساعدكم بدبابات واسلحة ... اليوم، لا نستطيع ان نفوز الا اذا اتخذنا قرارات حكيمة، والمستقبل رهن بكم". وقال المحلل السياسي بوسكو ياكسيتش ان بلغراد ضخمت قدرة صرب كوسوفو على السير في التغيير الراديكالي لموقف صربيا فيما يتعلق عموما بالسياسة حيال هذا الاقليم الصربي السابق وخصوصا بالمشاركة في هذه الانتخابات التي تنظمها بريشتينا. واضاف في مقالة نشرتها صحيفة بوليتيكا "وحدهم السذج يعتقدون ان من الممكن ان نغير بين ليلة وضحاها موقف الناس الذين اقنعناهم طوال عقد بأن يفعلوا تماما عكس ما نطلبه منهم اليوم".