باريس (رويترز) - قال زعيم كردي سوري كبير يوم الأربعاء إن الجماعات الإسلامية في شمال سوريا آخذة في الضعف بعد شهور من القتال وإن الميليشيات الكردية تحقق مكاسب وتعهد بمواصلة التقدم. وأبلغ صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي رويترز في باريس أن الإعلان الذي صدر يوم الثلاثاء بإقامة إدارة مؤقتة تهدف لإقامة حكم ذاتي بالمنطقة الكردية السورية "مؤقت" فقط لحين التوصل إلى حل دائم للحرب الأهلية السورية. وطالما تعرض الأكراد للاضطهاد على يدي الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد ويعتبرون الحرب فرصة لكسب مزيد من الحكم الذاتي على غرار ما فعل أكراد العراق. وتأرجحت السيطرة على شمال شرق سوريا ذهابا وإيابا في الشهور الماضية بين الأكراد وهم غالبية في المنطقة وبين المعارضة الإسلامية المُسلحة وأغلبها من العرب السُنة والتي تعارض ما تشتبه في أنه خطط كردية للانفصال. لكن الميليشيات الكردية المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي حققت سلسلة مكاسب في المنطقة مُعززة وجودها. وقال مسلم الذي قتل ابنه في الآونة الأخيرة وهو يقاتل الإسلاميين "قتل قرابة 3000 من هؤلاء السلفيين. في البداية كانوا أقوياء لكنهم الآن لم يعودوا بنفس قوتهم." واضاف "لم نجد أي حلفاء ودفعنا ثمن رصاصنا." وقال مسلم إن الحزب تلقى مساعدات وأموالا وسلاحا من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقيين ومن حزب العمال الكردستاني الذي حارب من أجل حكم ذاتي أوسع في تركيا لنحو ثلاثة عقود. وسُئل ما إذا كانت المكاسب الأخيرة يمكن أن تشجع القوات الكردية السورية على المضي خارج المناطق الخاضعة لسيطرتها التي تسكنها اغلبية كردية فقال إنهم ليست لديهم رغبة في التوجه صوب دمشق للمساعدة في الإطاحة بالأسد لكنهم سيساعدون كل من هم في مناطق يعيش فيها الأكراد والعرب معا. وقال مسلم إن نحو 30 بالمئة من آبار النفط السورية تحت سيطرة الأكراد لكنها لا تنتج حاليا ولا توجد خطط فورية لتشغيلها. وتفيد المكاسب الكردية الأسد وحلفاءه الشيعة بشكل غير مباشر لأنها تعني خروج مزيد من الأراضي من سيطرة المعارضين السنة. وبرغم مزاعم أن حزب الاتحاد الديمقراطي تعاون على مستوى ما مع الأسد قال مسلم إنه لم يكن هناك أي اتصال بين الجانبين. وأضاف "لا اعتقد ان الأسد سيقبل حكما ذاتيا لنا لأنه كان يرفض ذلك حتى اللحظة الأخيرة." ويبلغ عدد الأكراد السوريين أكثر من مليوني نسمة من العدد الإجمالي للأكراد الذي يتجاوز 25 مليون نسمة في سورياوتركيا وإيران والعراق. ويضع اشتداد عزم الأكراد في سورياتركيا في موضع صعب في وقت تسعى فيه لإحلال السلام مع حزب العمال الكردستاني. وقال مسلم إن تركيا لم تطلب من حزبه وقف تقدمه في سوريا لكنها تحاول التدخل. وقال "يحاولون تقسيم الأكراد بإشراك بعض الأحزاب (الكردية) في الائتلاف الوطني السوري (المعارض). هم إنما يحاولون منع الأكراد من تمثيل أنفسهم." ووافق الائتلاف يوم الاثنين على المشاركة في محادثات السلام المزمعة في جنيف بشرط ألا يكون للأسد أي دور في أي حكومة انتقالية. ويرفض الأسد أي شرط مسبق يقضي بتنحيه. وقال مسلم إنه ليس مستعدا للمشاركة في محادثات جنيف إلا إذا شارك وفد كردي منفصل. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)