يلتقي المفاوضون حول الملف النووي الايراني الثلاثاء والاربعاء في جنيف سعيا لاحياء المفاوضات المتعثرة منذ ستة اشهر على امل الاستفادة من الاجواء الايجابية الجديدة التي احلها انتخاب الرئيس حسن روحاني. واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لندن "ان النافذة الدبلوماسية تزداد انفتاحا"، ملخصا بذلك انطباعا عاما تعزز مع زيارة الرئيس الايراني المعتدل الى الاممالمتحدة. من جهته قال وزير الدولة السويسري للشؤون الخارجية ايف روسييه متحدثا لشبكة ار تي اس التلفزيونية العامة ان هناك من جانب ايران "ارادة في الشفافية وتغيير النبرة وفي ان تصبح شريكا شرعيا ومقبولا"، متحدثا بعد زيارة قام بها لطهران الاسبوع الماضي. وسويسرا التي تتولى تمثيل المصالح الاميركية في ايران منذ الثورة الاسلامية تسعى لان تلعب دور "المسهل" في الملف النووي. ومن المقرر ان تجري المفاوضات التي تستمر يومين بين ايران ودول مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) على مستوى المدراء السياسيين ونواب وزراء الخارجية وتترأسها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون. وعشية المفاوضات اجمع الكل على ابداء "تفاؤل حذر" ودعا كل من الطرفين الآخر الى اعطاء ادلة ملموسة على نواياه. وسيشارك وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي يعتبر دبلوماسيا ينتهج الانفتاح في الجلسة الاولى لاقتراح "خارطة طريق" بغية التوصل الى اتفاق في اقل من سنة. وبعد الجلسة الافتتاحية يبقى ظريف على استعداد للتدخل عند الاقتضاء على ان يتراس المفاوضات بعد ذلك من الجانب الايراني نائبه عباس عراقجي وهو دبلوماسي ذو خطاب تقليدي اكثر. وعمد عراقجي قبل بدء المحادثات الى رسم "الخط الاحمر بالنسبة لايران" وهو عمليات تخصيب اليورانيوم التي تقع في صلب المخاوف الغربية. واكد كبير المفاوضين الايرانيين "لن نسمح باي حال بتعليق تخصيب اليورانيوم او الحد منه او وقفه، لكننا في المقابل نستطيع ان نناقش مستوى التخصيب وشكله وكميته". وحذر مسؤول اميركي كبير "نحن مستعدون لتحقيق تقدم الا ان الامر يبقى مرتبطا بما سيضعونه على الطاولة"، مضيفا ان الولاياتالمتحدة تنتظر "اعمالا ملموسة يمكن التحقق منها". ولفت الى انه لا يمكن السماح لطهران بالاستفادة من المفاوضات واطالتها الى ما لا نهاية لمواصلة برنامجها النووي. ولاول مرة يضم الوفد الاميركي عددا من المسؤولين عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران ويرى بعض الخبراء المتابعين للمفاوضات في ذلك امكانية تحقيق انفتاح. وفي مؤشر اضافي الى الانفراج في الاجواء اعلنت مجموعة من الاعضاء النافذين في مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين انها على استعداد لتعليق النظر في سلسلة جديدة من العقوبات الاميركية على ايران اذا ما وافقت طهران على وقف فوري لجميع انشطة تخصيب اليورانيوم. وتثير كل هذه التطورات قلقا في اسرائيل. وحض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الاسرة الدولية على ابقاء نظام العقوبات المفروضة على طهران لارغامها على وقف برنامجها النووي. وقال نتانياهو محذرا "ان تخفيف العقوبات المفروضة على ايران سيكون خطأ تاريخيا في الوقت الذي بلغت فيه العقوبات هدفها". وتابع "ان ايران مستعدة لاعطاء القليل مقابل الكثير". وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية نشر اواخر اب/اغسطس، فان ايران تملك 6774 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% و186 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% كما حولت البلاد ايضا كمية اخرى قدرها 187 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الى قضبان وقود، وهي تملك اكثر من 19 الف جهاز طرد مركزي منها الف من الجيل الجديد الاقوى من الجيل السابق. ويتهم الغربيون واسرائيل ايران باخفاء شق عسكري خلف برنامجها المدني متخوفين من احتمال ان تعمد ايران الى تخصيب اليورانيوم الى مستوى كاف لصنع قنبلة ذرية.