وجه القضاء اليوناني الاربعاء الى اربعة من نواب حزب الفجر الذهبي النازي الجديد تهمة "تشكيل والانتماء الى منظمة اجرامية" واطلق سراح ثلاثة منهم. ويتوقع ان يمثل مؤسس الحزب ورئيسه نيكوس ميخالولياكوس (56 عاما) الموقوف منذ السبت على ذمة التحقيق، بعد الظهر امام المحكمة. واعلن عن توجيه التهمة الى النواب الاربعة وبينهم المتحدث باسم الحزب الياس كاسيدياريس بعد جلسات استماع ماراتونية استمرت اكثر من 14 ساعة امام قاضي التحقيق في اثينا. وقرر القضاء اليوناني الافراج بشروط عن ثلاثة نواب في حين وضع الرابع يانيس لاغوس قيد الحبس الاحتياطي في حين كان المراقبون يتوقعون الحبس الاحتياطي لكل البرلمانيين بانتظار بدء محاكمتهم. وصرح ديميتريس خريستوبولوس استاذ القانون في جامعة باتثيون في اثينا والمسؤول عن الاتحاد اليوناني لحقوق الانسان لفرانس برس "عندما تجري الامور على عجل وتحت الضغط لا تأتي النتيجة +كما يجب+". ويشتبه في ان يكون لاغوس متورطا في جريمة قتل الفنان المناهض للفاشية بافلوس فيساس في 18 ايلول/سبتمبر قرب اثينا التي ارتكباه عضو في حزبه. فقد اظهرت محادثات هاتفية ان لاغوس على صلة مباشرة باشخاص متورطين في جريمة القتل. واثارت هذه الجريمة صدمة في اليونان وحملت السلطات القضائية والامنية على شن عملية واسعة ضد الحزب الذي ضاعف في السنوات الاخيرة اعمال العنف ضد المهاجرين والناشطين اليساريين. ومنع النواب الثلاثة من مغادرة البلاد وفرض القضاء على كاسيداريس الذي يشتبه بانه مسؤول عن تدريب ناشطي حزب الفجر الذهبي، دفع غرامة قدرها 50 الف يورو. وغادر النواب قصر العدل وهم يبتسمون وقال احدهم للصحافيين "لن تصمد التهم انكم مجرد اتباع". واوقف ستة من نواب الحزب ال18 في نهاية الاسبوع في عملية واسعة نفذتها شرطة مكافحة الشغب بينهم زعيم الحزب ومؤسسه نيكوس ميخالولياكوس ومساعده خريستوس باباس. واوقف اكثر من 15 عضوا اخر في الحزب في الايام الماضية بينهم اربعة شرطيين يشتبه في وجود علاقة بينهم وبين النازيين الجدد. وكان احد الشرطيين الذين اوقفوا الثلاثاء رئيسا لمركز شرطة حي ايوس بانتيليمون، اول الاحياء التي نشط فيها الحزب مطادرا المهاجرين غير الشرعيين. والنواب الذين وجهت اليهم التهمة والذين مازالوا يحتفظوا بوضعهم النيابي الذي لا يمكن ان يحرموا منهم الا بعد ادانتهم نهائيا، لن يسهلوا مهمة الائتلاف المحافظ-الاشتراكي الذي يقوده رئيس الوزراء انطونيس سامراس. ومن المقرر ان تعقد مجموعة الفجر الذهبي البرلمانية اجتماعا الخميس. ويستند خط الدفاع عن المتهمين على التنديد ب"مؤامرة سياسية" ضد الحزب كما اكد موقع الحزب الالكتروني. وبحسب وسائل الاعلام اليونانية انكر النواب امام القضاة التهم الموجهة اليهم. وبحسب صحيفة كاثيميريني اعلن كاسيدياريس الذي ينوي الترشح الى الانتخابات البلدية في اثينا في ايار/مايو 2014 للقضاة ان توقيفه يندرج في اطار "الانتهازية السياسية بسبب اقتراب الانتخابات البلدية". وحزب الفجر الذهبي الذي استغل الازمة الاقتصادية الخطيرة في اليونان لتعزيز موقعه دخل للمرة الاولى البرلمان في الانتخابات الاخيرة في حزيران/يونيو 2012 وحصل على 18 من مقاعد البرلمان ال300. ومنذ مقتل فيساس اظهرت عدة استطلاعات تراجع نوايا التصويت للحزب الذي يبقى في المرتبة الثالثة بعد حزبي سيريزا اليساري والديموقراطية الجديدة. والثلاثاء قال سامراس خلال زيارة لواشنطن "نقوم بتدمير الفجر الذهبي في اطار القانون والدستور". وينتظر القضاة تحقيقا معقدا حيث سيكون عليهم جمع تهم محددة ضد المتهمين. وكان تقرير للمحكمة العليا ربط الحزب بجريمتي قتل وثلاثة محاولات قتل واعتداءات.