دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه الرئيس الصيني شي جينبينغ الى تحسين العلاقات الثنائية خلال لقائهما الاول على هامش قمة العشرين في سان بطرسبورغ، كما اعلنت الحكومة اليابانية الجمعة. وقال المتحدث باسم الحكومة يوشيدو سوغا في مؤتمر صحافي عقده في طوكيو ان "رئيس الوزراء ابيه قال للرئيس الصيني ان علينا تطوير العلاقات اليابانية-الصينية من خلال العودة الى العلاقات الاستراتيجية المفيدة للطرفين كما كانت قبل" ازدياد حدة التوتر العام الماضي حول جزر متنازع عليها. وعقد المسؤولان لقاء منفردا الخميس في سان بطرسبورغ قبل الاجتماع الاول لقادة البلدان المتطورة والنامية، كما قال متحدث باسم السفارة اليابانية في موسكو. وتصافح ابيه وشي وتحدثا طوال خمس دقائق. وهذا هو لقاؤهما الاول المباشر منذ وصولهما الى الحكم، في كانون الاول/ديسمبر لرئيس الوزراء الياباني، وفي اذار/مارس للرئيس الصيني. وهذا هو ايضا اللقاء الاول على هذا المستوى بين القوتين الاسيويتين منذ تفاقم خلافهما حول الجزر في ايلول/سبتمبر الماضي. وقال سوغا ان "الحديث كان مقتضبا، لكن من المهم ان يتبادل الزعيمان الصيني والياباني بضع كلمات للمرة الاولى منذ تسلمهما مهام منصبيهما". وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة من جانبها ان شي قال لابيه ان بكين تريد تحسين العلاقات "على "قاعدة الوثائق السياسية الاربع الصينية-اليابانية". وهذه الوثائق الاربع المشتركة قد اقرت بشكل منفصل بين 1972 عندما عمد البلدان الى تطبيع علاقاتهما، و2008. وفي ايلول/سبتمبر الماضي، ارتفعت فجأة حدة التوتر عندما اقدمت طوكيو على تأميم ثلاث من الجزر الخمس في ارخبيل سنكاكو الذي تتولى ادارته اليابان لكن الصين تطالب بها بقوة وتطلق عليها اسم دياويو. وادى هذا القرار الياباني الى تظاهرات كبيرة معادية لليابان وعنيفة احيانا في الصين واستمرت اياما. ومنذ تأميم تلك الجزر، ترسل بكين بصورة دورية سفنا حكومية وطائرات الى المناطق المحيطة بتلك الجزر حيث تجوب ايضا سفن خفر السواحل اليابانيين. ويبعد ارخبيل سينكاكو غير المأهول 200 كلم شمال شرق تايوان التي تطالب به ايضا و400 كلم غرب جزيرة اوكيناوا (جنوباليابان). لكنه يشغل نقطة استراتيجية في شمال بحر الصين، وتختزن الاعماق البحرية المحيطة به ثروات من النفط والغاز. واذا كان شينزو ابيه حرص على مد اليد نحو بكين منذ وصوله الى الحكم، واقترح مرارا على القيادة الصينية عقد قمة، فانه ابدى تشددا حول السيادة على سنكاكو. وكرر القول مرارا انها اراض يابانية ستدافع عنها بلاده "بالقوة" اذا اقتضت الضرورة. ويتخوف خبراء من وقوع حادث مسلح في هذه المنطقة بين الجارين اللذين توتر علاقاتهما في الاصل الذكرى المؤلمة للاحتلال الجزئي للصين من قبل القوات اليابانية بين 1931 و1945. وحول هذه النقطة اشارت وكالة انباء الصين الجديدة الى ان شي كرر الموقف الصيني القائل بأن على اليابان ان تتحمل صراحة وزر ماضيها. ودائما ما تتهم بكين طوكيو بأنها لم تدفع التعويض الكافي عن تجاوزات جيشها خلال الحرب الاخيرة وقللت من حجم الصدمة. وتؤكد اليابان من جهتها انها اعتذرت عن تلك التجاوزات وتأخذ على الصين استخدام التاريخ لتعزيز نقاطها على المسرح الجغرافي-السياسي للمنطقة.