واجير (كينيا) (رويترز) - قال سكان ومسؤولون محليون ان متشددين إسلاميين من الصومال يشنون على نحو متزايد هجمات عبر الحدود في شمال شرق كينيا النائي رغم رفع حالة التأهب هناك. وتنظر كينيا منذ وقت طويل بعين الحذر الى جارتها التي تعمها الفوضى منذ تسبب زعماء الميليشيات العشائرية في بادئ الأمر والمتمردون الاسلاميون الآن في إضعاف الحكومات وجعلها غير قادرة على العمل. وتشير الانباء الواردة حاليا من الاقليم الشمالي الشرقي المجدب في كينيا الى تزايد المعارك المسلحة بين مقاتلي الشباب المرتبطة بالقاعدة والميليشيات الصومالية المنافسة المصممة على السيطرة على اجزاء من جنوب الصومال. وفي موقع داداتشابولا الحدودي قال الزعيم المحلي محمد بري علي ان الناس يعيشون تحت تهديد مستمر لهجمات الشباب عبر الحدود. ويسيطر مقاتلو الشباب على مساحات واسعة من وسط وجنوب الصومال بالاضافة الى أجزاء كبيرة من العاصمة مقديشو. وقال علي لرويترز "هاجموا فندقا الشهر الماضي واطقلوا الرصاص في انحاء المكان لاكثر من ساعتين." وخطف ثلاثة اشخاص خلال الغارة في حين أصيبت ابنة صاحب الفندق الصغيرة برصاصة في فخذها. وقال وهو يشير الى المنازل والسيارات التي اخترقها الرصاص " ليست هذه هي الغارة الاولى ولن تكون الاخيرة. اصدروا تحذيرا اخر قبل يومين من أنهم سيهاجموننا." واشتبكت القوات الكينية في يوليو تموز مع مقاتلي الشباب على الحدود الصومالية وسط تقارير عن ارسال الجانبين تعزيزات الى المنطقة. ودربت كينيا التي استهدفت مرتين بهجمات لها صلة بالقاعدة الاف المجندين الصوماليين لدعم القوات الموالية للرئيس الصومالي شيخ شريف احمد الامر الذي نددت به الشباب. لكن الدعم المزعوم لاعداء الشباب هو الذي يثير الجدل على طول الحدود. وذكر سياسي محلي ومصدر عسكري ان تقاعس كينيا عن طرد رجال الميليشيات الصوماليين الذين يقاتلون الشباب ربما يكون في واقع الامر قرارا استراتيجيا للمساعدة في إبعاد الشباب. وقال مسؤول عسكري متقاعد لرويترز في بلدة ليبوي الحدودية "تآمرت مجموعة من الزعماء المحليين مع المتشددين الصوماليين وسمحوا باستخدام مقاتليهم لصد الشباب وإقامة منطقة عازلة." واضاف ان وتيرة الهجمات زادت حيث وقعت ست هجمات في ليبوي او بالقرب منها في يوليو تموز. وتابع بقوله "هم (المتمردون) فتحوا ميادين جديدة للقتال في اجزاء من الاراضي الكينية. انها قضية امنية خطيرة تؤكد ضلوع كينيا المباشر. حكومتنا يجب ان تبقى بمنأى عن هذا الصراع." ومنذ اوائل 2007 يركز المتمردون الاسلاميون الصوماليون جهودهم على الاطاحة بالحكومة وهي ادارة انتقالية هشة مدعومة من الغرب تمزقها الخلافات الداخلية. ويدعم زهاء 6300 من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي القوات الصومالية التي تعاني من سوء التجهيز وضعف الرواتب لكن عملها يقتصر فعليا على حراسة ميناء ومطار مقديشو وحماية الرئيس من هجمات المتمردين. غير ان الشباب صعدت الشهر الماضي من التهديد الامني الاقليمي الذي تشكله بهجوم تفجيري على العاصمة الاوغندية قتل فيه 79 شخصا كانوا يشاهدون مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم على شاشات التلفزيون. وقالت الشباب ان الهجوم وهو أول ضربة لها على أرض أجنبية انتقام من نشر اوغندا قوات حفظ سلام في الصومال. كما سبق لكينيا ان تعرضت لتهديدات وهناك مخاوف من ان دعمها للميليشيات المحلية الصومالية والعنف الذي يعتمل في الشمال قد يجران اكبر اقتصاد في شرق افريقيا الى الصراع الملتهب في الصومال. وقال سياسي محلي رفض نشر اسمه ان توغلات الشباب في بلدات حدودية مثل ليبوي وداداتشابولا وهولوغو سيتواصل الى ان توقف السلطات الكينية دعمها لجماعات الميليشيات الصومالية. واضاف السياسي "الشباب تهدد بمهاجمتنا كل يوم. هم غاضبون لان منافسيهم يستخدمون بلادنا لقتالهم." وقال مسؤولون اقليميون ان الاشتباكات على الحدود أجبرت المقاتلين الصوماليين على الفرار الى كينيا لكنهم نفوا حصول المتشددين على دعم نشط.