برلين (رويترز) - تواجه انجيلا ميركل مشكلة غير متوقعة قد تقضي على فرصها في الفوز بفترة ثالثة كمستشارة لألمانيا في انتخابات ستجرى بعد أربعة أسابيع فقط وهي كيفية الرد على الصور الصادمة لما يُشتبه بأنه هجوم كيماوي في سوريا. وهي محاصرة بين معارضة كاسحة من الناخبين الالمان للعمل العسكري في سوريا وبين الضغط من الحلفاء الدوليين لدعم دعوتهم لان يتحمل النظام السوري "العواقب". وزاد من هذ الضغط قرار برلين قبل عامين ألا تدعم التدخل الغربي في ليبيا. وميركل المرشحة للفوز بفترة ثالثة في انتخابات 22 سبتمبر ايلول رغم انها قد تضطر الى تغيير شركاء الائتلاف تعرف جيدا أيضا كيف يمكن ان تحول الازمات الدولية دفة الانتخابات. واعتبرت المعارضة الواضحة للخطط الامريكية لغزو العراق في 2002 على نطاق واسع عاملا حاسما في إهداء فوز مفاجئ لجيرهارد شرودر زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ذلك الحين. ويرى قليل من الخبراء ان ميركل ستحيد كثيرا عن الموقف الالماني الحذر تقليديا من عمل عسكري في الخارج وهو نهج مسالم نبع من الشعور الجماعي للالمان بالخزي من كونهم البادئ بالحرب العالمية الثانية ومرتكبي جرائم النازية ضد اليهود. وأظهر استطلاع للرأي يوم الثلاثاء ان 69 في المئة من الالمان يعارضون ضربة عسكرية في سوريا مقابل 23 في المئة فقط مع ذلك التحرك القوي. لكن ميركل المحافظة ووزير الخارجية جيدو فيسترفيله العضو بالحزب الديمقراطي الحر الشريك الاصغر في ائتلافها الحاكم صعدا من لهجتهما هذا الاسبوع. ووصف المتحدث باسم ميركل استخدام القوات الحكومية لما يشتبه بأنه غاز الاعصاب في الحرب الاهلية السورية بأنه "كسر للمحرمات" مضيفا ان ثمة حاجة لرد دولي بالغ الوضوح. ورفض التكهن بشأن تدخل عسكري محتمل. وذكرت مصادر حضرت اجتماعا بين مبعوثين من الولاياتالمتحدة وحلفائها والائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في غضون أيام. ولا يعني أي من هذا ان المانيا ستقدم في حقيقة الأمر أكثر من الدعم المعنوي وبعض المساعدة في مجال الإمداد والتموين لكنه يبرز اعترافا بأن برلين ستهمش اذا قررت عدم الوقوف بجانب حلفائها مثلما فعلت في 2011 بشأن ليبيا. ونشرت صحيفة بيلد الواسعة الانتشار تقريرا يوم الثلاثاء بعنوان "هل يمكننا حقا ان نبقى بعيدا؟" واجابت بأن ذلك سيكون "صعبا". ونقلت عن نائب بالبرلمان قوله ان المانيا لا يمكنها تحمل عزل نفسها مرة أخرى بعد التصويت بشأن المشاركة في العملية العسكرية في ليبيا. وأبدى كارل جورج فليمان العضو بالحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل تأييده للتدخل الغربي في سوريا. وقال للنسخة الالكترونية لمجلة شبيجل "لا يمكننا ان نتابع بسلبية القتل الجماعي" مضيفا ان ثمة حاجة لرد عسكري وان برلين ربما تقدم دعما في مجال الامداد والتموين أو الدفاع الصاروخي. كانت المانيا أرسلت في وقت سابق هذا العام صواريخ باتريوت ونحو 300 جندي الى تركيا في إطار بعثة تابعة لحلف شمال الاطلسي للمساعدة في حماية انقرة من تداعيات الحرب السورية. وفي علامة على ان المانيا تريد المشاركة في القرارات الان حضر رئيس اركان جيشها محادثات في مطلع الاسبوع في الاردن مع نظراء من الحلف بشأن الازمة السورية. لكن مراكز لاستطلاع للرأي تقول ان ميركل تواجه مهمة دقيقة لتحقيق التوازن. وقال كلاوس بيتر شويبنر من مركز ايميند لاستطلاع الرأي لرويترز "بعد ليبيا باتت قضية الدعم المعنوي والتعاون مع الولاياتالمتحدة وحلفائها أكثر إلحاحا. "لكن الحكومة لن تجازف بإغضاب الاغلبية الكبرى المناهضة للعمل العسكري." ويأمل الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض الذي يأتي خلف الائتلاف المحافظ الذي تتزعمه ميركل بما لا يقل عن 15 نقطة ان يفوز بالأصوات بالتشديد على المخاطر التي تكتنف مشاركة المانيا في عمل من هذا القبيل. وحذر بير شتاينبروك مرشح الحزب لمنافسة ميركل من التصرف كما لو كان العمل العسكري سينهي الحرب الاهلية وسيدعم السلام في سوريا. بل ان النائب عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي جيرنوت ايرلر ذهب لابعد من هذا بالقول "يتعين علينا ان نفعل كل شيء لتجنب التصعيد العسكري." (إعداد على خفاجى للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)