* ألمانيا تحظر قانونا بيع أسلحة لدول في مناطق بها أزمات أو تنتشر فيها انتهاكات حقوق الإنسان * متحدث إسرائيلي: لا يمكن أن نتضايق من مثل هذه الصفقة لأننا لا تربطنا حدود برية بالسعودية * برلمانيون ألمان: النظام السعودي من أكثر الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي وساعد جيرانه على ضرب الحركات المؤيدة للديمقراطية برلين- وكالات: تواجه حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استجوابا قاسيا في البرلمان بشأن صفقة سرية لبيع دبابات للسعودية تقول المعارضة في ألمانيا أنها تقلب أوضاع ما بعد الحرب التي تقيد بشدة مبيعات أسلحة للخارج. وكانت رويترز قد بثت تقريرا من الرياض يوم الإثنين أشارت فيه إلى أن مصادر أمنية سعودية أكدت أن هناك اتفاقا لبيع 200 دبابة من طراز ليوبارد 2 مما أذكى جدلا سياسيا متناميا بشأن صفقة الأسلحة بعد أن سربت مجلة دير شبيجل أول تفاصيل بشأنها يوم الأحد. ولم تعلق إسرائيل على التقرير مما زاد من التكهنات بأن ألمانيا اتفقت سلفا على الصفقة مع حليفها القديم. وقال يواكيم هويرستر عضو الحزب المحافظ الذي تنتمي إليه ميركل والخبير في الشؤون العربية “عادة لا يتوقع المرء أن تعترض إسرائيل إذا تسلمت السعودية دبابات.” وقال “كان هذا هو الحال دائما في الماضي وهذا هو السبب في أنه لم ترسل أسلحة إلى هناك قبل ذلك. لكن الموقف السياسي الجغرافي في الشرق الأوسط تغير كثيرا حتى أن إسرائيل ليس لديها تعليق على ذلك — ويتحدث عن هذا الحجم.” ففي القدس امتنع متحدث عسكري إسرائيلي عن بحث أي اتفاق محدد. لكن بصفة عامة قال “لا يمكنني أن أتخيل أننا سنتضايق بسبب مثل هذه الصفقة لأننا ليس لدينا حدود برية مع السعودية.” وتفرض ألمانيا منذ فترة طويلة قواعد على صادرات الأسلحة تحظر عليها بيع أسلحة لدول في مناطق ازمات وتلك التي بها مشاكل تتعلق بحقوق الإنسان أو تشارك في صراعات مسلحة. والشرق الأوسط باستثناء إسرائيل يعتبر منذ فترة طويلة منطقة توتر محظورة. وحرصت السعودية على شراء دبابات ألمانية طوال الأعوام الثلاثين الأخيرة لكن طلبها كان يرفض حتى الآن. ووصف وزير الدفاع الألماني توماس دي مايتسيره هذه المسألة بأنها موضوع أمن قومي وامتنع عن التعليق. وقال دي مايتسيره للصحفيين اليوم إن “اجتماعات مجلس الأمن القومي سرية وستبقى على هذا النحو.” وقال نواب المعارضة إنهم سيطالبون بإجابات في مناقشة برلمانية غدا الأربعاء بشأن التقارير الإخبارية. وقال يورجين تريتين زعيم حزب الخضر المعارض في البرلمان “في مرحلة ما سيتعين على الحكومة أن تتخلى عن قناع السرية وأن تبرئ ساحتها.” وأضاف تريتين “فليحاولوا الإبقاء عليها سرية عندما تبدأ في تسليم دبابات ثقيلة إلى السعودية.” يذكر أن بيع أسلحة للخارج مسألة حساسة في ألمانيا بسبب ماضيها النازي وأيضا بسبب دور مصانع الأسلحة سيء السمعة مثل كروب في إذكاء الحروب في القرنين التاسع عشر والعشرين بصادرات أسلحة إلى جميع الأطراف المتحاربة تقريبا. لكن رغم القيود التي تفرضها على نفسها فإن صادرات الأسلحة الألمانية ارتفعت إلى المثلين في العقد الأخير وتقدمت ألمانيا على بريطانيا وفرنسا لتصبح ثالث أكبر دولة مصدرة للأسلحة في العالم بعد الولاياتالمتحدة وروسيا. ويعمل نحو 90 ألف عامل في قطاع الدفاع الذي ينمو بسرعة. وتعد دبابات (2ايه7 بلوس) من صنع كراوس مافي فيجمان وراينميتال من أفضل دبابات المعارك الرئيسية في العالم. وقال جيرنوت ايرلر النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي إن صفقة الدبابات هذه ستكون غير شرعية. وقال كريستيان شترويبل العضو البارز في حزب الخضر “النظام السعودي من أكثر الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي.” وأضاف “هذا البلد لا يهتم بحقوق الإنسان وساعد جيرانه على ضرب الحركات المؤيدة للديمقراطية.” حتى أعضاء ائتلاف يمين الوسط الذي تتزعمه ميركل عبروا عن هواجسهم. وقالت مصادر من الائتلاف إنه في اجتماع للنواب المحافظين في البرلمان مساء أمس انتقد الصفقة رئيس البرلمان نوربيرت لاميرت وخبير حقوق الإنسان اريكا شتاينباخ. غير أن بعض النواب عبروا عن تأييدهم قائلين إن حلفاء ألمانيا الآخرين يبيعون دبابات للسعودية وعلاوة على ذلك فإن هذا البلد حليف استراتيجي مهم.