دعت دول غربية وعربية ومنظمات مدافعة عن حقوق الانسان الى ان يتوجه خبراء الاممالمتحدة الى المناطق التي افيد عن تعرضها الاربعاء لهجوم كيميائي من اجل التحقق مما اذا كان النظام استخدم فعلا هذا السلاح كما تتهمه المعارضة. وجدد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس الخميس تاكيده ان النظام لا يمكن ان يكون استخدم اسلحة كيميائية في اليوم الاول من عمل فريق خبراء الاممالمتحدة الخاص بالتحقيق حول هذه الاسلحة، لان ذلك يعتبر "انتحارا سياسيا". وافادت تقارير مؤكدة عن حملة قصف عنيف قامت بها قوات النظام الاربعاء على عدد من القرى والمدن في شرق وجنوب غرب دمشق تعتبر معاقل لمقاتلي المعارضة واستخدمت فيها الطيران الحربي والقصف الصاروخي، ما تسبب بعدد كبير من القتلى قال المرصد السوري لحقوق الانسان انه وثق منهم 170، هم 71 رجلا و34 امرأة و25 طفلا واربعون مقاتلا، من دون ان يؤكد استخدام الغازات السامة. واعلنت المعارضة السورية من جهتها مقتل 1300 شخص في "هجوم كيميائي"، منددة بصمت المجتمع الدولي. وليلا، طالب مجلس الامن الدولي ب"كشف الحقيقة" حول ما حصل، في تعبير دبلوماسي يعكس الخلافات داخل مجلس الامن بين روسيا والصين الداعمتين للنظام السوري والدول الغربية المطالبة بالسماح للامم المتحدة بالوصول الى مكان المجزرة. وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال التي تراس بلادها مجلس الامن حاليا اثر جلسة مشاورات مغلقة للمجلس "ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع عن كثب"، مضيفة ان "اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام (بان كي مون) على اجراء تحقيق معمق ومحايد". واضافت ان الدول الاعضاء في مجلس الامن وجهوا "دعوة ملحة لوقف اطلاق النار" في سوريا وشددوا على ضرورة "تقديم مساعدة فورية للضحايا". ولم يصدر المجلس اي بيان رسمي في نهاية الاجتماع. ولم يتمكن مجلس الامن منذ بدء النزاع في سوريا قبل وكان مكتب الامين العام اعلن ان رئيس لجنة الخبراء في الاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا بدأت مفاوضات مع الحكومة للحصول على اذن بالتوجه الى امكنة حصول القصف. ووصل الوفد الى دمشق الاحد. ويفترضن بناء على الاتفاق المعقود مع الحكومة السورية، ان يزور فقط ثلاثة مواقع يشتبه بتعرضها في السابق لسقوط صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية. وطالبت منظمتان مدافعتان عن حقوق الانسان اليوم الخميس بان يتوجه خبراء الاممالمتحدة الموجودون حاليا في سوريا الى ريف دمشق. وذكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" ان سبعة اشخاص من سكان المنطقة وطبيبين اثنين اكدوا لها ان "مئات الاشخاص بينهم العديد من الاطفال قتلوا اختناقا بحسب العوارض بعد قصف عليهم فجر 21 آب/اغسطس". وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا "سواء استخدمت الاسلحة الكيميائية ام لا، فقد تسبب الهجوم بمقتل عدد كبير من المدنيين، ولا بد من محاسبة الذين ارتكبوا هذا العمل". واضافت في بيان "على الحكومة السورية ان تسمح بالوصول الفوري لمحققي الاممالمتحدة الى المكان". وقالت منظمة العفو الدولية من جهتها ان "الادعاءات حول استخدام اسلحة كيميائية ضد مدنيين والتي لا يمكن لمنظمة العفو الدولية التحقق منها بطريقة مستقلة، تسطر الحاجة الملحة لاعطاء فريق الاممالمتحدة الموجود في سوريا التفويض وامكان الوصول الى كل الاماكن التي يقال انه تم استخدام اسلحة كيميائية فيها". وكانت فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة والمانيا وكندا والسعودية وغيرها من الدول طالبت امس بالامر نفسه. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا تريد "رد فعل باستخدام القوة" في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سوريا، مستبعدا في الوقت نفسه بشكل قاطع ارسال قوات على الارض. واعلن قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة الى نائب اميركي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها ان اي تدخل عسكري اميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولاياتالمتحدة لان مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية، في اشارة الى ثقل المجموعات الاسلامية المتطرفة بين مقاتلي المعارضة. وطالب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اليوم الاسرة الدولية بالتدخل في سوريا، معتبرا ان "الخط الاحمر تم تجاوزه منذ فترة طويلة"، في اشارة الى تحذير الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل سنة من اليوم ان اي استخدام لاسلحة محظورة في سوريا من جانب النظام سيعتبر "خطا احمر" ستتغير بعده طريقة التعامل مع الازمة. وقال اوغلو ان مجلس الامن الدولي "ما زال مترددا في اتخاذ قرار حازم". مضيفا "في حال عدم اقرار اي عقوبة سنخسر القدرة على الردع (...) ان لم نبد التصميم فستقع مجازر اخرى اسوأ". وبعد ان حذرت موسكو الاربعاء من عمل "تحريضي" يتمثل ب"الادعاءات" حول استخدام النظام للاسلحة الكيميائية، شددت الخميس على ان فريق المفتشين الدوليين يجب ان يحصل على موافقة الحكومة السورية لزيارة موقع الهجوم الكيميائي المفترض. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ان الموقع المذكور يقع تحت سيطرة المسلحين المعارضين، ولا بد من معالجة المخاوف الامنية قبل اي عمليات تفتيش دولية. ورفضت ايران حليفة دمشق، الاتهامات الموجهة ضد النظام باستخدام اسلحة كيميائية، معتبرة انه في حال تاكدت الشبهات بحصول هجوم من هذا النوع، فان مقاتلي المعارضة هم الذين يتحملون المسؤولية، بحسب ما نقلت وكالة انباء ارنا الرسمية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف. على الارض، استمر التصعيد العسكري الخميس. ونفذت قوات النظام السوري غارات جوية على مناطق عدة في دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينها قرى ومدن شهدت المجزرة امس. وتأتي هذه الغارات في اطار عملية عسكرية واسعة تقوم بها قوات النظام ومحاولات تقدم، بحسب ناشطين.