أكد القطري معتز برشم بما لا يدع مجالا للشك تسلقه المراتب تدريجيا، فبعد برونزية دورة الالعاب الاولمبية في لندن الصيف الماضي، حفر اسمه باحرف من فضة في بطولة العالم لالعاب القوى المقامة حاليا في موسكو، وستكون الذهبية هدفه المقبل. وفرض الواعد برشم (22 عاما) تألقه في سماء الوثب العالي بقوة في العامين الاخيرين وأصبح أحد أبرز نجومها سواء من خلال الالقاب التي يحققها او الأرقام التي يسجلها والتي تشير بقوة إلى تسلقه للمراتب تدريجيا وتحسينه للارقام الشخصية والعربية والاسيوية والعالمية على اعتبار انه صاحب رابع افضل رقم في تاريخ المسابقة خلف الكوبي ايفان سوتومايور صاحب الرقم القياسي (45ر2 م)، وذلك عندما سجل 40ر2 م وهو الافضل في الهواء الطلق منذ عام 2000، محسنا رقمه السابق وهو 39ر2 م. كما خطف المركز الاول ايضا في لقاء شنغهاي، المرحلة الثانية من الدوري الماسي، بتسجيله 33ر2 م. كان برشم شابا نحيفا ومغمورا عندما دخل عالم الوثب العالي خلال مشاركته في بطولة العالم داخل قاعة عام 2010 في الدوحة وهو في الثامنة عشرة من عمره، لكن خريج أكاديمية أسباير أصبح اليوم بطلا مشهورا ترصده وسائل الاعلام العالمية أينما حل وارتحل وتتابع عن كثب صعوده العمودي، وبات يقارع ابطالا اولمبيين وعالميين ابرزهم الاوكراني بوهدان بوندارينكو صاحب ذهبية موسكو، والاميركي جيسي وليامس بطل نسخة 2011 في دايغو عندما القطري سابعا، والروسيان ياروسلاف ريباكوف بطل برلين 2009 وايفان اوخوف بطل اولمبياد لندن، واليوناني كيرياكوس يوانو وصيف بطل برلين 2009 وبرونزية 2007 والباهاماسي دونالد توماس بطل العالم 2007. وقال برشم في تصريح لوكالة فرانس برس: "أنا سعيد بالميدالية الفضية. دائما ما اضع الاهداف واحاول تحقيقها، في عام 2010 قلت بانني اريد تخطي ارتفاع 35ر2 في العام التالي وقد نجحت في ذلك، وفي هذا العام كان هدفي الرقم القياسي الاسيوي (39ر2 م) وحققته (40ر2 م) وبالطبع تكرار انجاز لندن او تحقيق الافضل ونجحت بالفعل". وأضاف "كنت أطمح إلى الأفضل بطببعة الحال في موسكو، لكن الفضية نتيجة رائعة أيضا. انه تتويج لرياضة العاب القوى القطرية والعربية، كانت المنافسة قوية مع ابطال كبار، فالطريق لا يزال طويلا امامي لكن المستقبل مشرق". وتابع برشم "انها ثمرة التدريبات الشاقة والدؤوبة، وثمرة دعم المسؤولين للرياضة وللرياضيين حيث تحققت هذه الطفرة الرياضية الشاملة التي تشهدها قطر. الحمد لله انني تمكنت من الصعود الى منصة التتويج في موسكو، لانني تعرضت الى اصابة في الكتف ارغمتني على التوقف لمدة شهر، لكنني استعدت تدريباتي ولم أفقد الامل، وبالتالي فان الفضية انجاز في حد ذاته بالنسبة لي". وأردف قائلا: "بلا شك، الهدف المقبل سيكون تحقيق انجاز ذهبية لقطر سواء في مونديال بكين 2012 او في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016"، مضيفا "سأسعى بكل بجد الى تحقيق انجاز افضل من برونزية الاولمبياد وفضية المونديال". واوضح برشم ان "التتويج بالفضية لم يكن سهلا في ظل مشاركة افضل الواثبين العالميين والاولمبيين"، مضيفا "المركز الثاني عالميا مفخرة لي وللرياضة العربية". يذكر ان برشم هو ثاني رياضي عربي يفرض نفسه في المسابقة على الصعيد الدولي بعد الجزائري عبد الرحمن حماد صاحب برونزية دورة الالعاب الاولمبية في سيدني. رفع برشم الغلة العربية الى ميداليتين في موسكو بعد برونزية الجيبوتي عين الله سليمان في سباق 800 م. وهي الميدالية الاولى لقطر منذ تتويج جيمس كواليا ببرونزية سباق 5 الاف م في برلين 2009، والفضية الثانية في البطولة العالمية بعد فضية مبارك حسن شامي في سباق الماراتون في اوساكا 2007. كما هي الميدالية الخامسة لقطر في العرس العالمي بعد ذهبيتي سيف شاهين في سباق 3 الاف م موانع في باريس 2003 وهلسنكي 2005. وحقق برشم انجازه بقفزه 38ر2 م في محاولته الاولى. ثم فشل بعد ذلك في المحاولة الاولى لتخطي حاجز 41ر2 م فتخلى عن المحاولتين الاخيرتين وطلب الانتقال الى حاجز 44ر2 م اي اقل من سنتمتر واحد من الرقم القياسي العالمي، لكنه فشل في محاولتين. وكان برشم قاب قوسين او ادنى من تكرار انجازه بالحصول على الذهبية كما فعل ببطولة العالم للناشيئن في مونكتون 2010، كونه كان في الصدارة عندما قفز 38ر2 م لكن الاوكراني بوهدان بوندارينكو سرعان ما استعاد المركز الاول بتخطيه حاجز 41ر2 م في المحاولة الثانية.