ادلى القبارصة الاتراك باصواتهم الاحد لتجديد برلمانهم في انتخابات مبكرة يفترض ان تكرس تقدم اليسار في اجواء انكماش اقتصادي واستياء من الحكومة القومية. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في "جمهورية شمال قبرص التركية" عند الساعة الثامنة (5,00 تغ) واقفلتها عند الساعة 18,00 (15,00 تغ). ويبلغ عدد الناخبين حوالى 173 الفا يمكنهم الادلاء باصواتهم في 670 مركزا للتصويت في هذا الكيان الصغير الذي لا تعترف به سوى تركيا، من اجل اختيار اعضاء الجمعية الوطنية الخمسين لولاية مدتها خمس سنوات في هذا الاقتراع النسبي. ويمكن ان تبدأ اولى النتائج بالظهور نحو الساعة 17,00 تغ. وبلغت نسبة المشاركة في نيقوسيا عند الساعة 13,00 تغ 42%، و52% في فماغوستا، بحسب المجلس الاعلى للانتخابات. وترجح استطلاعات الرأي فوز الحزب التركي الجمهوري (يسار) على خصمه الرئيسي حزب الوحدة الوطنية (قومي). وتتنافس ثلاثة احزاب اخرى ايضا في هذه الانتخابات. ويرى مراقبون ان الانكماش الاقتصادي والاقتطاعات في الميزانية اضرت بشعبية حزب الوحدة الوطنية. وقد ادت هذه الصعوبات الى انتقال ثمانية من نواب هذا الحزب الى المعارضة وتصويت بحجب الثقة عن الحكومة ادى الى سقوطها في حزيران/يونيو، وتنظيم هذه الانتخابات المبكرة قبل عام واحد من انتهاء الولاية التشريعية. كما اثارت الجدل المتكرر حول اعادة توحيد الجزيرة والمفاوضات التي تجري بهذا الهدف مع القبارصة اليونانيين. لذلك تركزت الحملة الانتخابية على نتائج خطة التقشف التي وقعت في 2010 مع تركيا مقابل ابقاء دعمها المالي ل"جمهورية شمال قبرص التركية" وتنص على زيادة الضرائب والحد من التوظيف وتجميد الرواتب في القطاع العام. وتركيا هي البلد الوحيد الذي يعترف بالكيان القبرصي التركي الذي يخضع لحظر دولي وتقدم له مساعدات بملايين اليورو كل سنة. ومن المواضيع الاساسية التي طرحت في الحملة الانتخابية خصخصة الشركات العامة في قطاعات الاتصالات والكهرباء خصوصا ومسألة ادارة توزيع المياه بعد انجاز انبوب لنقل الماء من تركيا الى شمال قبرص في 2014. وببرنامج عمل يتضمن كل هذه القضايا، ترجح استطلاعات الرأي فوز الحزب الجمهوري التركي في الاقتراع لكن الشكوك تتعلق بقدرته على ادارة المنطقة بمفرده او قبوله بتقاسم السلطة في حكومة ائتلاف. وفي حال فوزه في الانتخابات فسيكون على الحزب التعايش مع الرئيس درويش ايروغلو الذي لن تنتهي ولايته الرئاسية قبل 2015. وفي معظم الاحيان يوصف ايروغلو القومي والمدافع عن العلاقات المميزة مع تركيا، بانه عقبة امام تقدم محادثات السلام. ويرى مراقبون ان تعايشا مع الحزب الجمهوري الذي ناضل في 2004 لاقرار خطة الاممالمتحدة لتوحيد الجزيرة يمكن ان يجبره على اتخاذ موقف اكثر ليونة. ولم تقر الخطة بعدما رفضها القبارصة اليونانيون في استفتاء. والمفاوضات تراوح مكانها ومن الصعب تحريكها في فترة قريبة. وقد علقت المفاوضات في تموز/يوليو 2012 من قبل الجانب القبرصي التركي احتجاجا على تسلم القبارصة اليونانيين الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. والتقى الرئيس القبرصي الجديد نيكوس اناستاسيادس الذي انتخب في شباط/فبراير ايروغلو مطلع حزيران/يونيو بعد اكثر من عام على آخر اجتماع على هذا المستوى. ويؤكد القبارصة الاتراك انهم مستعدون لاستئناف المفاوضات. لكن القبارصة اليونانيين الذين لا يريدون الزامهم بتسويات يسعون الى اصلاح اقتصادهم المتباطىء بسبب شروط تقشف قاسية وضعت مقابل خطة اوروبية للانقاذ المالي مثيرة للجدل. وتحدث الجانبان عن امكان استئناف المفاوضات في تشرين الاول/اكتوبر. وجزيرة قبرص مقسومة الى شطرين منذ الغزو التركي في 1974 والاحتلال التركي للشمال على اثر انقلاب دبره قوميون قبارصة يونانيون كانوا يريدون الحاق الجزيرة باليونان.