لبى المصريون بكثافة دعوة قائد الجيش والرجل القوي في البلاد الفريق اول عبد الفتاح السيسي الى التظاهر الجمعة لمنحه "تفويضا" لمواجهة الارهاب بعد عزله الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي تظاهر مؤيدوه ايضا في البلاد حيث وقعت اشتباكات اشدها في الاسكندرية وقتل فيها سبعة اشخاص. واعلنت وزارة الصحة ان اكثر من 215 شخصا جرحوا في القاهرة ودمياط والإسكندرية والغربية والشرقية في هذه التظاهرات في البلاد حيث اعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي اسسته جماعة الاخوان المسلمين انه مستمر في التظاهر السبت والاحد تحت شعار "مليونية اسقاط الانقلاب"، معتبرا ان الشارع المصري انحاز الى صفه وفي شمال سيناء، قالت مصادر أمنية وطبية ان مواطنا مصريا قتل واصيب اربعة عسكريين بعد ان هاجم مسلحون مجهولون عددا من الحواجز والمقرات الأمنية بمدينة الشيخ زويد مساء الجمعة. ولبت حشود هائلة من المتظاهرين المصريين دعوة قائد الجيش ووزير الدفاع الرجل القوي في البلاد الى التظاهر لمنحه "تفويضا" لمواجهة الارهاب بعد عزله الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي صدر قرار قضائي بحبسه احتياطيا بتهمة التخابر. في المقابل نزل عشرات الآلاف من انصار الاسلاميين المطالبين بعودة مرسي للحكم . ونقلت وسائل الاعلام الرسمية المصرية عن مصدر امني ان التقديرات الاولية لعدد من نزل اليوم في ميادين مصر كلها هو 26 مليون مواطن. ونزلت حشود ضخمة الى ميدان التحرير في قلب القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة) للتعبير عن تأييدها للجيش الذي يخوض مواجهة مع جماعة الاخوان المسلمين بدات منذ تظاهرات شعبية ضخمة في 30 حزيران/يونيو تطالب برحيل مرسي وتوجت بعزله في الثالث من تموز/يوليو الجاري. وقال مراسلو ومصورو فرانس برس ان ميدان التحرير امتلأ عن اخره بالمتظاهرين الذين انتشروا كذلك في كل الشوارع المحيطة به في وسط المدينة، كما احتشد عشرات الالاف في محيط قصر الاتحادية. ورفعت بكثافة في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية وفي محافظات اخرى عدة صور الفريق اول عبد الفتاح السيسي مكتوبا عليها عبارات مختلفة منها "رمز الوطنية المصرية" و"الشعب كله معاك يا قلب الأسد" و"خليفة عبد الناصر". وظهرت في بعض التجمعات صورة للسيسي تحمل في الخلفية صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1954-1970) في ايحاء بان السيسي يواصل ما بداه عبد الناصر الذي دخل في صراع سياسي وامني مرير مع الاخوان خصوصا في ستينات القرن الماضي. وتزامنت هذه التظاهرات المؤيدة للجيش مع الذكرى ال 57 لتاميم قناة السويس. كما ظهرت بين المتظاهرين بعض صور للرئيس الراحل انور السادات (1970-1981) الذي اغتاله متطرفون اسلاميون. ونظم المؤيديون للجيش افطارا جماعيا في ميدان التحرير والاتحادية وسط اجواء احتفالية فيما كانت مروحيات عسكرية تحلق ملقية باعلام مصر وبزجاجات المياه قبيل الافطار. وشهدت مدن اخرى عدة تظاهرات مؤيدة للجيش من بينها خصوصا الاسكندرية والمنوفية والمنصورة والسويس وبورسعيد ودمياط والمحلة واسيوط. في المقابل، وفي ميدان رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر، تجمع عشرات الالاف من انصار جماعة الاخوان والاحزاب الاسلامية المتحالفة معها تلبية لدعوة "تحالف دعم الشرعية واسقاط الانقلاب". واعلنت وزارة الداخلية ليل الجمعة السبت انها فضت تظاهرة لاسلاميين كانوا يحاولون قطع جسر 6 اكتوبر في مدينة نصر بالقرب من رابعة العدوية. وقالت الوزارة في بيان انها "تمكنت من فض تلك التجمعات وتسيير الحركة المرورية". وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان 35 شخصا جرحوا نتيجة استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ودعا الرئيس الموقت عدلي منصور المتظاهرين الاسلاميين الى فض اعتصامهم متعهدا بعدم ملاحقتهم. وقال "اقول لكل المتواجدين في رابعة العدوية وفي ميدان النهضة (بمنطقة الجيزةجنوب العاصمة) ان الشعب قال لا عودة للوراء ولا تخشوا إطلاقا من أحد وعودوا إلى بيوتكم وأعمالكم ولن يلاحقكم أحد وهذا تعهد مني شخصيا". واكد في الوقت نفسه ان "كل من ارتكب جريمة في حق هذا الشعب سواء بالتحريض او بالفعل يقع تحت طائلة القانون" و"لا تفاوض معه"، في اشارة الى قيادات الاسلاميين. من جهته، صرح وزير الداخلية محمد ابراهيم ان التظاهرات المؤيدة لمرسي سيتم انهاؤها "في اطار القانون". وقال ابراهيم في مقابلة تلفزيونية صباح السبت ان "هناك شكاوى من السكان (في حي) رابعة العدوية والنهضة والنائب العام سيتخذ قرارا بسرعة وهذا الوضع سينتهي ان شاء الله". وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ذكرت صباح الجمعة ان قاضي التحقيق امر بحبس مرسي 15 يوما احتياطيا بتهمة "التخابر مع حماس" و"اقتحام السجون". وبين هذه الاتهامات ذكرت الوكالة "السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام باعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها واشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن" مطلع 2011. واوقف الجيش مرسي في مكان لم يكشف عنه منذ ازاحته عن السلطة في الثالث من تموز/يوليو. ودانت حركة حماس قرار حبس الرئيس المصري المخلوع معتبرة ان السلطات المصرية الحالية باتت "تتنصل" من القضايا القومية والقضية الفلسطينية. كما اعتبرت جماعة الاخوان ان قرار حبس مرسي في وقائع تعود الى عهد نظام الرئيس حسني مبارك يمثل "عودة قوية" للحكم السابق. وفي واشنطن اكد مسؤول اميركي كبير الجمعة ان الولاياتالمتحدة لن تتخذ موقفا بشان الاحداث في مصر وما اذا كان عزل الجيش لمرسي يعد "انقلابا عسكريا" وذلك تجنبا لوقف مساعدتها العسكرية لهذا البلد. وشدد المسؤول الاميركي على ان "مصر تعد دعامة للسلام والاستقرار في المنطقة. ومن مصلحة الامن القومي الاميركي ان تشهد انتقالا ديموقراطيا مستقرا وناجحا". واكد ان واشنطن ترى ان "استمرار تقديم المساعدة لمصر وفقا لقوانينا ينسجم مع مصلحة امننا القومي". وياتي هذا التغير في الموقف الاميركي بعد يومين فقط من قرار البنتاغون تعليق تسليم اربع مقاتلات اف-16 لمصر نظرا لعدم استقرار الوضع في هذا البلد.