وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين الى تنزانيا اتيا من جنوب افريقيا في اخر محطة من جولته الافريقية التي شدد فيها على الفرص الاقتصادية "الهائلة" التي توفرها القارة الافريقية. وكان الرئيس التنزاني جاكايا كيكويت في استقبال اوباما وعائلته لدى وصولهم الى العاصمة الاقتصادية للبلاد دار السلام، قبل ان ينتقل الرئيسان الى القصر الرئاسي لاجراء محادثات. وقال اوباما في مؤتمر صحافي اثر المحادثات "قلت ذلك في كل انحاء افريقيا، نريد نموذجا جديدا لا يستند فقط الى المساعدة بل الى التجارة والشراكة". واضاف ان "الهدف النهائي هو ان يبني الافارقة افريقيا من اجل الافارقة. وعملنا يقضي بان نكون شريكا في هذه العملية وتنزانيا كانت احد افضل شركائنا". من جانبه، وجه الرئيس التنزاني الشكر الى الولاياتالمتحدة وقال ان "الولاياتالمتحدة فعلت الكثير ولكن اذا قلت انهم قاموا بما يكفي فان الرئيس (الاميركي) لن يستمع الى طلباتي المقبلة". وفي تنزانيا، المحطة الاخيرة في جولة اوباما التي شملت السنغال وجنوب افريقيا، سيزور الرئيس الاميركي محطة اوبونغو للطاقة بعد الكشف عن برنامج جديد بقيمة 7 مليارات دولار لدعم شبكات الكهرباء الافريقية. كما سيضع اوباما اكليلا من الزهور على نصب تكريم ضحايا الهجوم على السفارة الاميركية في العام 1998. وستشارك زوجته ميشال في منتدى السيدات الاول الذي ترعاه زوجة الرئيس الاميركي السابق لورا بوش. وتاتي زيارة اوباما بعد جولة لنظيره الصيني شي جينبينغ شملت ايضا تنزانيا. واثيرت هذه المنافسة الاقتصادية حول افريقيا بين بكين وواشنطن خلال رحلة اوباما. الا ان الحالة الصحية المتدهورة لرئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا القت بظلالها على جولة اوباما. وكرس اوباما نهاية الاسبوع لتكريم مانديلا بطل مكافحة التمييز العنصري الذي اصبح اول رئيس اسود في جنوب افريقيا. وقرر اوباما عدم زيارة مانديلا الذي لا يزال في وضع صحي حرج في احد مستشفيات بريتوريا حتى لا يزعجه، الا انه اشاد مرارا بانجازاته ووصفه بانه احد اهم الشخصيات السياسية في التاريخ ووصفه بانه "مصدر الهام" له. والاحد، زار اوباما الزنزانة الصغيرة التي كان مانديلا معتقلا فيها في جزيرة روبن قبالة مدينة الكاب، واخذ ابنتيه الى مقلع الكلس حيث كان مانديلا يقضي حكمه بالاشغال الشاقة. وفي وقت لاحق في جامعة الكاب، انتقد اوباما "المجرمين وزعماء الحرب" الذين يحولون دون تحقيق افريقيا لتطلعاتها. وانطلق اوباما من الارث السياسي لمانديلا وخروج جنوب افريقيا من سنوات الفصل العنصري المظلمة ليوجه نداء نحو التغيير الى الديموقراطية للتركيز على ان الحرية ستنتصر في نهاية الامر. وقال اوباما "لقد اثبت لنا التاريخ ان التقدم ممكن فقط عندما تسعى الحكومات الى خدمة شعوبها وليس العكس" وسط تصفيق حشد من اكثر من الف شخص. واضاف انه ومع ان افريقيا "على الطريق" الا ان التقدم يقوم على اسس هشة. وكان اوباما يريد من خلال كلمته في الكاب امداد جيل جديد من الافارقة بالامل بان بامكانهم القيام بتغيير سياسي وبان قارتهم لها قدرات لم تكتشفها بعد. وانتقد اوباما "الذين يسرقون او يقتلون او يستغلون غيرهم"، مضيفا ان العبرة الاساسية لجنوب افريقيا هي ان "مثل هذه الاساليب لن تحقق اي نتيجة". وتابع "ما دامت اجزاء من افريقيا تعاني من الحرب والخراب فلن يكون بالامكان احلال الديموقراطية او استغلال الفرص". كما انتقد حكم روبرت موغابي في زيمبابوي المجاورة حيث "تحول الوعد بالتحرير الى فساد السلطة وانهيار الاقتصاد". واتسمت كلمة اوباما في الكاب بنبرة مؤثرة خصوصا عندما اتى على ذكر مانديلا. وقال اوباما "لقد اظهرت لنا كيف يمكن لسجين ان يصبح رئيسا للبلاد".