وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين الى تنزانيا قادما من جنوب افريقيا في اخر محطة من جولته الافريقية التي سرقت فيها الحالة الصحية لرئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا الاضواء. وكان الرئيس التنزاني جاكايا كيكويت في استقبال اوباما وعائلته لدى وصولهم الى العاصمة الاقتصادية للبلاد دار السلام، فيما قدم عدد من الراقصين الرقصات التقليدية حفاوة بالرئيس الاميركي. واطلق حرس الشرف 21 طلقة تحية للرئيس فيما رقصت نساء يرتدين ملابس ملونة طبعت عليها صور اوباما. وبدأ التنزانيون في التجمع منذ ساعات الصباح الباكر لرؤية اوباما، فيما اكتظت الشوارع بالاعلام التنزانية والاميركية. وقال السائق فرانسيس غيديمان (26 عاما) "افريقيا تضم العديد من الدول، ولذلك فان اختيار اوباما الحضور الى تنزانيا يجعلني اشعر بالسعادة". واضاف "اعتقد انه ربما جاء الى تنزانيا لاننا لا نعاني من الكثير من الفساد او الحرب. لدينا سلام وديموقراطية". وتقرر اعادة تسمية شارع رئيس يفصل بين القصر الرئاسي ومياه المحيط الهندي، واطلاق اسم اوباما عليه. وفي تنزانيا، المحطة الاخيرة في جولة اوباما التي شملت السنغال وجنوب افريقيا، سيجري اوباما محادثات مع نظيره التنزاني وسيزور محطة اوبونغو للطاقة بعد الكشف عن برنامج جديد بقيمة 7 مليارات دولار لدعم شبكات الكهرباء الافريقية. كما سيضع اوباما اكليلا من الزهور على نصب تكريم ضحايا الهجوم على السفارة الاميركية في العام 1998. وستشارك زوجته ميشال في منتدى السيدات الاول الذي ترعاه زوجة الرئيس الاميركي السابق لورا بوش. وتاتي زيارة اوباما بعد جولة لنظيره الصيني شي جينبينغ شملت ايضا تنزانيا. واثيرت هذه المنافسة الاقتصادية حول افريقيا بين بكين وواشنطن خلال رحلة اوباما. الا ان الحالة الصحية المتدهورة لرئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا القت بظلالها على جولة اوباما. وكرس اوباما نهاية الاسبوع لتكريم مانديلا بطل التمييز العنصري الذي اصبح اول رئيس اسود في جنوب افريقيا. وقرر اوباما عدم زيارة مانديلا الذي لا يزال في وضع صحي حرج في احد مستشفيات بريتوريا حتى لا يزعجه، الا انه اشاد مرارا بانجازاته ووصفه بانه احد اهم الشخصيات السياسية في التاريخ ووصفه بانه "مصدر الهام" له. والاحد، زار اوباما الزنزانة الصغيرة التي كان مانديلا معتقلا فيها في جزيرة روبن قبالة مدينة الكاب، واخذ ابنتيه الى مقلع الكلس حيث كان مانديلا يقضي حكمه بالاشغال الشاقة. وفي وقت لاحق في جامعة الكاب، انتقد اوباما "المجرمين وزعماء الحرب" الذين يحولون دون تحقيق افريقيا لتطلعاتها. وانطلق اوباما من الارث السياسي لمانديلا وخروج جنوب افريقيا من سنوات الفصل العنصري المظلمة ليوجه نداء نحو التغيير الى الديموقراطية للتركيز على ان الحرية ستنتصر في نهاية الامر. وقال اوباما "لقد اثبت لنا التاريخ انه التقدم ممكن فقط عندما تسعى الحكومات الى خدمة شعوبها وليس العكس" وسط تصفيق حشد من اكثر من الف شخص. واضاف انه ومع ان افريقيا "على الطريق" الا ان التقدم يقوم على اسس هشة. وكان اوباما يريد من خلال كلمته في الكاب امداد جيل جديد من الافارقة بالامل بان بامكانهم القيام بتغيير سياسي وبان قارتهم لها قدرات لم تكتشفها بعد. وانتقد اوباما "الذين يسرقون او يقتلون او يستغلون غيرهم"، مضيفا ان العبرة الاساسية لجنوب افريقيا هي ان "مثل هذه الاساليب لن تحقق اي نتيجة". وتابع "ما دامت اجزاء من افريقيا تعاني من الحرب والخراب فلن يكون بالامكان احلال الديموقراطية او استغلال الفرص". كما انتقد حكم روبرت موغابي في زيمبابوي المجاورة حيث "تحول الوعد بالتحرير الى فساد السلطة وانهيار الاقتصاد". واتسمت كلمة اوباما في الكاب بنبرة مؤثرة خصوصا عندما اتى على ذكر مانديلا. وقال اوباما "لقد اظهرت لنا كيف يمكن لسجين ان يصبح رئيسا للبلاد". وحققت جنوب افريقيا انجازات كبيرة على صعيد شبكة الكهرباء والمنازل والمياه منذ انهيار نظام الفصل العنصري في 1994. الا ان هذا التقدم لم يحل دون الغضب من انتشار الفقر والبطالة التي يعاني منها عامل من اصل اربعة. وقال يباناتي جيزيلي وهو طالب في السنة الثانوية الاخيرة "اعتقد ان جميع السكان في جنوب افريقيا طفح بهم الكيل من الافراد الذين يستغلون موارد الدولة وياخذون الاموال لانفسهم بدلا من خدمة الشعب". وتتعرض حكومة جاكوب زوما لضغوط متزايدة حول نفقاتها المبالغ بها مثل زيادة الجهاز الامني ومنزل زوما بالاضافة الى استثناءات لمنح عقود مع الدولة.