تتعرض أحياء في جنوبدمشق لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان حي القابون الجنوبي قد شهد الأربعاء وحتى ساعة متأخرة ليلا قصفا مماثلا واشتباكات قتل فيها خمسة أشخاص هم ثلاثة مقاتلين ومدنيان. وطال القصف الخميس أحياء الحجر الأسود والقدم، وبرزة وجوبر. وذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في منطقة أبو رمانة في وسط العاصمة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وتوجد جيوب لمقاتلي المعارضة في هذه الأحياء التي تشهد معارك بشكل مستمر. وكان التصعيد قد بدأ الأربعاء باشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري مدعومة من حزب الله اللبناني، ومقاتلين معارضين، في محيط السيدة زينب جنوب شرق العاصمة. وتشكل هذه المناطق قاعدة خلفية للمجموعات المعارضة في اتجاه دمشق. وتحاول قوات الحكومة السيطرة عليها بشكل كامل. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا الخميس أن وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة البحدلية جنوب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الناجحة قضت خلالها على أعداد من الإرهابيين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم . وتتعرض مناطق أخرى في ريف العاصمة لقصف من القوات النظامية، بينها معضمية الشام ودوما وحرستا. وقد سقط 133 قتيلا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الأربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت وكالة الأنباء السورية إن قوات الجيش قتلت عددا من مسلحي المعارضة بينهم أحد القياديين في ريف القنيطرة ودرعا والحسكة. وأفاد مصدر عسكري للوكالة بأن وحدة من الجيش دمرت مراكز وتجمعات لمسلحي المعارضة في بلدات وقرى الشبرق وصيصون وتسيل وجلين وجملة وطفس والمزيريب بما فيها من أسلحة وذخيرة. وفي ريف القنيطرة صادرت وحدة من الجيش السوري، كما قالت الوكالة السورية، خلال مداهمتها مركزا للمسلحين في بلدة جبا كميات من الأسلحة والذخيرة وقتلت على عكرمة الدعاس قائد إحدى المجموعات المسلحة التابعة ل جبهة النصرة وألقت القبض على آخرين. على صعيد آخر قال مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية إن الدول التي تشكل مجموعة أصدقاء سوريا ستجتمع في الدوحة السبت لبحث تقديم مساعدة ملموسة للجيش السوري الحر بعد المكاسب التي حققتها القوات الحكومية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان الاجتماع سيحضره وزراء خارجية الدول الإحدى عشرة التي تشكل المجموعة، ومنها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والسعودية. وقال المسؤول للصحفيين إن الاجتماع يمثل فرصة لتقييم نتائج قمة مجموعة الثماني التي استضافتها ايرلندا الشمالية هذا الاسبوع وبحث سبل تقديم مساعدات لمقاتلي المعارضة السورية. وأضاف ينبغي الاستجابة لحاجة المعارضة لإعادة التوازن في القوى على الأرض. وقال المسؤول ان المؤتمر يعقب اجتماعا رفيع المستوى لاصدقاء سوريا استضافته انقرة الاسبوع الماضي بحث خلاله قائد الجيش السوري الحر سليم ادريس سبل تزويد المقاتلين بمساعدات عسكرية منها اسلحة ثقيلة. وتزود دول الخليج العربية المعارضة السورية بأسلحة وأموال منذ شهور كما اوضحت دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا انها تدرس القيام بذلك ايضا. وكان مسؤول في إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما قال في وقت سابق هذا الشهر ان الرئيس سمح لأول مرة بإرسال اسلحة الى المعارضة السورية. ويبدو ان الحرب الدائرة في سوريا منذ 27 شهرا وصلت لنقطة تحول بعد تمكن قوات الرئيس السوري بشار الأسد من السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية في حمص قرب الحدود مع لبنان في وقت سابق هذا الشهر. وتسعى قوات الاسد لاستعادة السيطرة على حلب في الشمال حيث تشهد المدينة حالة من الجمود الدموي بين الطرفين من قرابة العام. وقال المسؤول الموقف على الارض ملح عقب استعادة القصير وبسبب التهديد الذي تواجهه حلب وايضا ضواحي دمشق والجزء الجنوبي من البلاد.