حذرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غون هيه الاثنين من اشراك كوريا الشمالية في حوار بشأن الملف النووي، معتبرة ان هذه الخطوة لن تؤدي الا الى منح بيونغ يانغ وقتا اضافيا لتطوير اسلحة نووية. وجاء التحذير خلال اتصال بين الرئيسة الكورية الجنوبية ونظيرها الاميركي باراك اوباما استمر 20 دقيقة، غداة اقتراح كوريا الشمالية اطلاق حوار مباشر حول نزع الاسلحة النوية مع الولاياتالمتحدة. وتم التعاطي بشكل كبير مع هذا العرض على انه محاولة للايقاع بين واشنطن وحليفتها سيول بعد الغاء محادثات بين الكوريتين الاسبوع الماضي. ونقل المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية عن بارك غون هيه قولها لاوباما ان "المحادثات من اجل المحادثات ستؤدي فقط الى منح كوريا الشمالية وقتا اضافيا لتطوير اسلحتها النووية". في هذا الوقت اصدر البيت الابيض بيانا اشار فيه الى ان الرئيسين "اتفاق على الاستمرار في التواصل والتنسيق بشكل وثيق في الخطوات الواجب اتخاذها للوصول الى وقف للتسلح النووي في كوريا الشمالية". وردت واشنطن بحذر على اقتراح بيونغ يانغ قائلة ان كوريا الشمالية عليها تقديم ادلة على ارادتها في التخلي عن برنامجها النووي قبل البدء باي حوار. واكدت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية التي تهتم في شؤون العلاقات بين الكوريتين، بوضوح ان سيول وواشنطن على الموجة نفسها في هذا الملف. وقال المتحدث باسم الوزارة كيم هيونغ سيوك "اريد شرح موقفنا بتكرار تعليقات البيت الابيض ... بان نافذة الحوار مفتوحة لكن على الشمال اتخاذ خطوات ملموسة اولا". وخلال اتصالهما، قدم اوباما لنظيرته الكورية الجنوبية ملخصا عن قمته الاخيرة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ والتي شهدت توافقا بين الرجلين على العمل سويا في اتجاه وقف الانشطة النووية في شبه الجزيرة الكورية. ومن المقرر ان يعقد رئيسا كوريا الجنوبية والصين قمة في بكين في 27 حزيران/يونيو. وبدأت كوريا الشمالية نوعا من الهجوم الدبلوماسي بعد اشهر من التوتر العسكري الشديد في شبه الجزيرة الكورية قامت خلالها بيونغ يانغ بتهديد جارتها الجنوبية باستخدام السلاح النووي ضد سيول والولاياتالمتحدة. وفي ايار/مايو، زار كوريا الشمالية احد كبار مساعدي رئيس الوزراء الياباني في وقت ارسل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون موفده الشخصي الى بكين لاجراء محادثات مع القادة الصينيين. وعندها اقترحت بيونغ يانغ اجراء محادثات على اعلى المستويات مع كوريا الجنوبية تم الغاؤها في الساعات الاخيرة اثر خلاف بين الكوريتين على مستوى تمثيلهما فيها. وشددت كوريا الشمالية في اقتراحها الاحد لاجراء محادثات مباشرة مع واشنطن على رفض "الشروط المسبقة"، وهو طلب متفائل نظرا الى اصرار الولاياتالمتحدة على ان تظهر كوريا الشمالية اولا صدقيتها بشأن نزع الاسلحة النووية. وهاجمت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية اقتراح بيونغ يانغ للحوار بوصفه استراتيجية لزرع الانقسام بين سيول وواشنطن. ووصفت صحيفة جونغانغ ديلي الكورية الجنوبية في افتتاحيتها العرض الكوري الشمالي بانه "غير شريف". والاسبوع الماضي، كرر المبعوث الاميركي بشأن كوريا الشمالية غلين ديفيس دعوة كوريا الشمالية الى اتخاذ خطوات لانهاء برنامجها النووي قائلا ان التوتر الاخير في شبه الجزيرة الكورية زاد من تردد الولاياتالمتحدة في الدخول مجددا في مفاوضات. وحصلت اخر محادثات رفيعة المستوى بين كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة في شباط/فبراير 2012 ونجم عنه اتفاق على تقديم الولاياتالمتحدة مساعدات غذائية لكوريا الشمالية مقابل تعليق بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية والنووية. الا ان الاتفاق انهار سريعا بعد اطلاق كوريا الشمالية الفاشل لصاروخ بعيد المدى في الشهر التالي.