يبحث مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة الاربعاء مشروع قرار يدين "تدخل مقاتلين اجانب" في مدينة القصير الواقعة غرب سوريا والتي تشهد معارك عنيفة. ومشروع القرار هذا الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وتركيا وقطر يستهدف حزب الله الشيعي اللبناني بدون تسميته. وسيبحثه الدبلوماسيون في جنيف الثلاثاء وسيعرض الاربعاء خلال نقاش عاجل لمجلس حقوق الانسان الذي ليس لقراراته اي صفة ملزمة. ومشروع القرار الذي نشره المجلس، "يدين تدخل مقاتلين اجانب يحاربون لحساب النظام السوري في القصير"، ويعرب عن "قلقه العميق من ان يشكل تورطهم تهديدا خطيرا للاستقرار الاقليمي". ويطلب مشروع القرار الذي سيكون غير ملزما في حال اقراره، من السلطات السورية تمكين الاممالمتحدة والوكالات الانسانية من "الوصول بحرية ومن دون عقبات" من اجل مساعدة المدنيين، في القصير خصوصا. ويعتبر القرار ان من "الملح جدا" ان تزود دمشق "العاملين في المجال الانساني الاذن للقيام بالعمليات الانسانية عبر الحدود". وتحدثت الانباء عن مقتل مئات المدنيين في القصير التي تعد معقلا للمعارضين المسلحين منذ بدأ النظام هجومه على المنطقة في 19 ايار/مايو فيما لا يزال الالاف محاصرين هناك. ويشدد المشروع ايضا على "ضرورة محاسبة المسؤولين عن مجازر القصير والمسؤولين عن الانتهاكات الخطرة للقوانين الدولية الانسانية في سويا". وفي اجتماع دبلوماسي قال ممثل سوريا الثلاثاء ان مشروع القرار يشبه فيلم "واغ ذا دوغ" الاميركي الذي انتج في العام 1997 والذي تم فيه اختراع حرب لتشتيت الاهتمام عن قضية جنسية متورط فيها رئيس يستعد لاعادة انتخابه. وقال ان النظام السوري لا يسعى سوى الى "القيام بواجبه بحماية" المدنيين "بالقضاء على الارهابيين" الذين قالوا انهم تسللوا الى القصير. واكد انه قبل ايام قليلة من بدء العملية العسكرية، دعا النظام المدنيين الى مغادرة المدينة من خلال "ممرات امنة" الا ان "الارهابيين" منعوهم من المغادرة. ودعا معظم الدبلوماسيين المشاركين في الاجتماع ومن بينهم ممثلو الاتحاد الاوروبي والبرازيل وسويسرا الى اعادة صياغة مشروع القرار ليكون "اكثر توازنا" قبل مناقشته الاربعاء. ويشير النص في شكله الحالي الى انتهاكات النظام وحلفائه فقط مثل استخدام الصواريخ البالستية وغيرها من الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين، واكد الدبلوماسيون انه يجب ان يدين العنف وانتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها الجماعات المسلحة المعارضة. وزادت الصين وروسيا على تلك الانتقادات واكدت ان مشروع القرار يمكن ان عائقا امام مؤتمر السلام المنتظر بشان السلام في سوريا والمتوقع ان ينعقد في جنيف. وتحدثت الانباء عن فقدان حزب الله عشرات من مقاتليه اثناء مساعدته القوات النظامية في السيطرة على مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية. وتهدد مشاركة الحزب الشيعي بجر لبنان الى النزاع في سوريا ما يثير توترات داخلية. والاثنين سقطت قذائف للمرة الاولى على الضاحية الجنوبية في بيروت والتي تعتبر معقلا لحزب الله، وقتل مسلحون ثلاثة جنود لبنانيين بالقرب من الحدود السورية ليل الاثنين الثلاثاء. وتعد القصير التي تضم نحو 25 الف نسمة، صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط امداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة من مناطق متعاطفة معهم في شمال لبنان.