اعلن النظام السوري الاحد موافقته "المبدئية" على المشاركة في مؤتمر جنيف-2، في الوقت الذي طاول قصف بالصواريخ ضاحية بيروتالجنوبية معقل حزب الله غداة خطاب لامين عام هذا الحزب وعد فيه ب"الانتصار" في سوريا. وفي اسطنبول، يواصل مؤتمر الائتلاف الوطني السوري المعارض اعماله الاحد بعد فشله حتى الان في تحقيق تقدم في نقاط البحث نتيجة التنافس الاقليمي على النفوذ داخل مكونات المعارضة السورية. وقال وزير الخارجية السورية وليد المعلم خلال زيارة لبغداد الاحد ان بلاده ستشارك "من حيث المبدأ" في مؤتمر جنيف-2 الذي راى فيه فرصة مؤاتية للحل السياسي للازمة في سوريا. وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري "لقد ابلغت رئيس الوزراء (نوري المالكي) (...) قرارنا من حيث المبدأ بالمشاركة في المؤتمر الدولي". واضاف ان مؤتمر جنيف-2 "يشكل فرصة مؤاتية لحل سياسي للازمة في سوريا"، مشددا على ان "لا احد ولا وقوة في الدنيا تستطيع ان تقرر نيابة عن الشعب السوري مستقبل سوريا". وتطالب المعارضة السورية بان يشمل اي حل سياسي للنزاع رحيل الرئيس بشار الاسد. وفي تطور ميداني جرح اربعة اشخاص بصاروخين سقطا الاحد في الضاحية الجنوبيةلبيروت معقل حزب الله الشيعي حليف دمشق والمشارك الى جانب قوات النظام السوري في المعارك ضد المقاتلين المعارضين في مدينة القصير الاستراتيجية التي تعرضت الاحد لمزيد من القصف واستمرت الاشتباكات في داخلها. وقرابة الساعة 6,50 (3,50 تغ) وغداة خطاب للامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي اكد مشاركة عناصر من حزبه في القتال الى جانب القوات السورية، سقط صاروخان من نوع غراد على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبيةلبيروت، وذلك للمرة الاولى منذ حرب تموز/يوليو 2006 مع اسرائيل. وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان احد الصاروخين سقط في معرض للسيارات وادى الى اصابة اربعة عمال سوريين. واشار مصور فرانس برس الى ان الصاروخ الثاني اصاب منزلا سكنيا وادى الى اضرار مادية. وافاد المصدر الامني ان الصاروخين اطلقا من منطقة عيتات في جبل لبنان، على بعد نحو 13 كلم جنوب شرق الضاحية الجنوبية. وعثر الجيش اللبناني في وقت لاحق على منصتي الاطلاق في خراج عيتات. ورجح المصدر الامني ان يكون اطلاق الصاروخين "من ضمن الصراع" السوري الذي يشارك فيه حزب الله. ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة الحادث، واصفا من قاموا بهذا العمل "بالإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين"، وذلك بحسب بيان للرئاسة. وكان نصرالله اكد استمرار حزبه في القتال داخل سوريا واعدا مؤيديه "بالنصر" في المعركة. من جهة ثانية افاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس الاحد ان 22 مقاتلا من عناصر الحزب قتلوا السبت اثناء مشاركتهم في معارك القصير "احضرت جثث تسعة منهم في اليوم نفسه، في حين نقل الباقون الى الاراضي اللبنانية اليوم" الاحد. وفي اطار الاعداد لمؤتمر جنيف-2 اعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد عن امله في تحقيق تقدم نحو عقد هذا المؤتمر، الا انه ابدى تحفظات حيال مشاركة ايران. وقال فابيوس خلال زيارة مقتضبة لابوظبي "سالتقي مساء الاثنين نظيري الاميركي والروسي وسنبحث" استعدادات المؤتمر الدولي. واضاف للصحافيين "امل في التوصل الى بعض العناصر لانعقاد هذا المؤتمر لان المأساة في سوريا توقع قتلى، العشرات منهم يوميا، وفي ان نتوصل الى حل سياسي". وفي الاطار نفسه اعلن المجلس الاعلى للاكراد، التنظيم السياسي الرئيسي للاكراد السوريين، رغبته في المشاركة في مؤتمر "جنيف 2"، سواء في صفوف الائتلاف الوطني السوري المعارض او خارجه. وقال محمد علي لفرانس برس الذي جاء الى اسطنبول للمشاركة باسم المجلس الاعلى للاكراد في اجتماع للائتلاف "نريد الذهاب الى جنيف، قلنا ذلك للاميركيين والفرنسيين والبريطانيين والالمان". الا ان المعارك تجددت ببين الاكراد والمقاتلين المعارضين السوريين في شمال سوريا. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان 11 عنصرا في مجموعات مقاتلة معارضة في سوريا قتلوا في اشتباكات دارت ليل السبت الاحد مع مقاتلين من لجان الحماية الشعبية الكردية. واوضح المرصد ان الاشتباكات دارت بالقرب من قرية عقيبة في منطقة عفرين" الواقعة في الريف الشمالي لمدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا. ومن تداعيات الازمة السورية تواصل الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية حيث ارتفع عدد القتلى الى 31 شخصا منذ الاحد الماضي في اشتباكات بين منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية. وشدد وزير الخارجية الفرنسي من ابو ظبي، على ضرورة "تجنب ان تصبح الحرب في سوريا حربا في لبنان"، والا يتحول النزاع السوري الى "عدوى". وفي اسطنبول، تواصل المعارضة السورية اجتماعها المخصص للبحث في نقاط عدة، منها المشاركة في مؤتمر دولي اقترحته موسكو وواشنطن للتوصل الى حل للازمة السورية بمشاركة النظام ومعارضيه، اصطلح على تسميته مؤتمر "جنيف 2". كما من المقرر ان يصادق الاجتماع على الحكومة الموقتة للمعارضة، اضافة الى اختيار رئيس جديد للائتلاف وتوسيع قاعدته. ولم يحقق الاجتماع تقدما في جدول اعماله مع تواصل البحث في التوسيع الذي طلبته دول عدة، لا سيما المملكة العربية السعودية والامارات الساعيتين الى تحجيم نفوذ جماعة الاخوان المسلمين داخل المعارضة، بحسب ما قال مشاركون في الاجتماع لفرانس برس. في المقابل، تدعم تركيا وقطر الائتلاف بتركيبته الحالية. ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان "ان الطيران الحربي نفذ غارة صباح الاحد على مناطق في مدينة القصير فيما دارت اشتباكات متقطعة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة ومقاتلي حزب الله في عدة مناطق من المدينة". واصيب مصور يعمل في التلفزيون الرسمي السوري الاحد خلال تغطيته المعارك التي تدور في مدينة القصير وسط البلاد ومحيطها، بحسب ما افادت القناة.