باريس (رويترز) - قالت فرنسا يوم الخميس انها تأمل في الاتفاق بنهاية يونيو حزيران على مبادرة لوضع الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية لأن الجماعة تنقل الحرب الأهلية الدائرة في سوريا الى لبنان. وكانت باريس تتخذ دوما موقفا حذرا في تأييد خطوات لمعاقبة حزب الله خوفا من إشاعة عدم الاستقرار في لبنان وإمكانية تعريض قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة هناك للخطر لكنها أعلنت في الاسابيع القليلة الماضية انها ستدرس كل الخيارات. وأعلنت بريطانيا يوم الثلاثاء أنها طلبت من الاتحاد الاوروبي وضع الجناح العسكري لحزب الله على قائمة المنظمات الاهاربية وأرجعت ذلك إلى أدلة على تورط الجماعة في تفجير أدى الى مقتل خمسة اسرائيليين في بلغاريا. وقال دبلوماسيون ألمان في بروكسل يوم الأربعاء إن برلين ستؤيد طلب بريطانيا الذي ستبحثه في اوائل يونيو حزيران مجموعة عمل خاصة من الاتحاد الاوروبي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو مؤكدا تصريحات وزير الخارجية لوران فابيوس في نهاية مؤتمر أصدقاء سوريا في عمان يوم الاربعاء إن حزب الله انتهك اتفاقا بين الأحزاب السياسية اللبنانية بمشاركته في الصراع في سوريا. وقال لاليو في بيان صحفي يوم الخميس "انتهك حزب الله الاجماع بقراره بالتدخل على نطاق واسع في سوريا." وأضاف "الحرب في سوريا ليست حرب اللبنانيين. نقل الحرب الى لبنان يشكل خطورة على استقراره وهو ما تبينه زيادة التوتر في البلاد." وقال أطباء ومصادر أمنية يوم الخميس إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 50 آخرين في اشتباكات أثناء الليل في طرابلس بشمال لبنان بين مسلحين لبنانيين موالين لفصائل متناحرة في الحرب الأهلية السورية. وقال ناشطون سوريون ان مقاتلي حزب الله يخوضون أكبر معركة لهم حتى الان إلى جانب الاسد وان نحو 30 منهم قتلوا يوم الاحد اثناء معارك في معقل المعارضة في القصير القريبة من الحدود اللبنانية. وتنشر فرنسا نحو 900 جندي في قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في لبنان. وستناقش مجموعة العمل الخاصة التابعة للاتحاد الأوروبي طلب بريطانيا في البداية واذا أقرته فسوف يرفع إلى وزراء الخارجية. ومن المرجح أن يسهل دعم فرنسا إقناع الدول الأخرى المتحفظة في الاتحاد بتأييد الاقتراح وتحقيق الاجماع المطلوب في الكتلة المكونة من 27 دولة. وقال لاليو "من الممكن تبني هذا القرار خلال الفترة من الآن وحتى نهاية يونيو لكن هذا يتوقف على التوصل لاتفاق في بروكسل." وقدمت بلغاريا نتائج تحقيق الانفجار الى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في 18 فبراير شباط وحثتهم على اتخاذ موقف أشد تجاه حزب الله. وبعد يومين من ذلك استقالت الحكومة البلغارية بعد احتجاجات حاشدة بسبب الازمة الاقتصادية. وتضع الولاياتالمتحدة بالفعل حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية وتريد السلطات الامريكية والاسرائيلية من الاتحاد الاوروبي ان يحذو حذوها. لكن كثيرا من الحكومات الاوروبية تشعر بالقلق من أن هذا الإجراء يمكن أن يزيد التوتر في الشرق الاوسط. وهولندا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي يصنف حزب الله كجماعة ارهابية بينما تضع بريطانيا الجناح العسكري للجماعة على قائمة الارهاب. ويتعين على الحكومات والشركات الاوروبية وقف أي تعاملات مالية مع المنظمات التي تضمها القائمة. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)