واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون بالحكومة الأمريكية إن قرار وزارة العدل المثير للجدل بالحصول على سجلات هاتفية لصحفيين في وكالة اسوشيتد برس للأنباء يجيء في اطار تحقيقات شاملة تجريها الحكومة الأمريكية في تسريبات إعلامية بشأن مؤامرة وضعت خيوطها في اليمن لتفجير طائرة ركاب أمريكية. ويقود مكتب وزير العدل في واشنطن التحقيق في تسريب المعلومات وكلف مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.آي) باستجواب عاملين في وزارة العدل وأجهزة المخابرات الأمريكية والعاملين في مجلس الامن القومي التابع للبيت الأبيض بل في مكتب التحقيقات الاتحادي ذاته. وذكر أشخاص تم استجوابهم طلبوا عدم نشر اسمائهم يوم الأربعاء ان التحقيقات كانت مطولة وشاملة. وقال اثنان ممن خضعوا للاستجواب إن التحقيقات التي تجرى عن تسريبات تتسم دائما بالعدوانية كما أن الخضوع للتحقيق تجربة مضنية وغير سارة. وقال مسؤول في جهاز أمني إن التحقيقات أجريت بسبب تقرير نشرته اسوشيتد برس في السابع من مايو ايار عام 2012 بشأن عملية لإحباط المؤامرة اليمنية. ولا يزال التحقيق مستمرا فيما يبدو. وتم أبلاغ بعض الشهود المحتملين إنه من المرجح ان يتم استجوابهم خلال الأسبوعين أو الثلاثة القادمة. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في مكتب رونالد ماتشن المدعي للعاصمة الأمريكيةواشنطن للتعليق. والتف وزير العدل الامريكي اريك هولدر الذي أبعد نفسه عن القضية على أسئلة أعضاء غاضبين في الكونجرس يوم الأربعاء بشأن اطلاع وزارته على سجلات اسوشيتد برس وهي الخطوة التي كشفت عنها وكالة الأنباء يوم الاثنين. وأثارت العملية غضبا شديدا في واشنطن وتساؤلات عن الكيفية التي تحقق بها إدارة الرئيس باراك أوباما توازنا بين متطلبات الأمن القومي وحق الخصوصية كما ان البعض انتقد الخطوة بسبب انتهاكها الشديد لحرية الصحافة. وهناك أيضا مؤشرات على أن مساعي الإدارة لمعرفة الشخص المسؤول عن التسريب لم تكن مثمرة أو على الأقل قبل أن تحصل وزارة العدل على سجلات المكالمات الهاتفية للوكالة وصحفييها لمدة شهرين. وقال جيمس كول نائب هولدر في خطاب بعثه يوم الثلاثاء إلى رئيس اسوشيتد برس جاري برويت الذي احتج على هذا الإجراء الحكومي "طلب السجلات المرتبطة بالمؤسسات الإعلامية لا يحدث إلا بعد استنفاد كل خطوات التحقيق البديلة." وفي ذلك الخطاب كشف كول عن أن وزارة العدل استجوبت اكثر من 550 شخصا واطلعت على عشرات الآلاف من الوثائق قبل ان تطلب سجلات المكالمات الهاتفية لاسوشيتد برس. وكانت وكالة رويترز واحدة بين نحو 50 مؤسسة إخبارية وقعت على خطاب موجه إلى هولدر يوم الثلاثاء للاعتراض على الاطلاع على سجلات هواتف اسوشيتد برس. ووصف هولدر التسريب بأنه "خطير جدا جدا" وقال إنه "يعرض الأمريكيين للخطر." ولم يذكر تفاصيل. وجاء في أول خبر تنشره اسوشيتد برس ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) "أحبطت مؤامرة طموحة" من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتفجير طائرة بقنبلة مصممة حديثا تخبأ في الملابس الداخلية وقالت إن مكتب التحقيقات الاتحادي حصل على هذه القنبلة. وذكرت الوكالة أنها لا تعلم مصير الانتحاري المزعوم. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)