اقترب عمال الإنقاذ في بنجلادش يوم الاثنين من إنهاء عمليات البحث عن ضحايا انهيار مبنى يضم عدة مصانع مما أسفر عن سقوط 1127 قتيلا. وركزت سلسلة من الحوادث المميتة في مصانع منها حريق وقع في نوفمبر تشرين الثاني وأودى بحياة 112 شخصا الانتباه العالمي على معايير السلامة في صناعة الملابس المزدهرة في بنجلادش. وقال متحدث في غرفة التحكم التابعة للجيش الذي ينسق عملية الإنقاذ إن عدد القتلى بلغ 1127 وان هذا العدد لضحايا أسوأ حادث صناعي مميت منذ كارثة بوبال في الهند عام 1984 ربما يكون العدد النهائي لعدم العثور على مزيد من الجثث يوم الاثنين. وأضاف المتحدث الكابتن تاج الإسلام "وصل عمال الإنقاذ إلى القبو حيث كانت احتمالات العثور على مزيد من الجثث محدودة جدا." وقال شاهين الإسلام المتحدث باسم الجيش إن الموقع سيسلم إلى الإدارة المحلية يوم الثلاثاء مع إنتهاء عملية الإنقاذ. وظهرت ريشما بيجوم (19 عاما) وهي امراة بنجلادشية قضت 17 يوما تحت انقاض المصنع حتى انقذت يوم الجمعة في عملية انقاذ درامية لأول مرة علانية يوم الاثنين وقالت انها اعتمدت على الصبر والجلد لتنجو. وقالت بيجوم "بعد ... وقت طويل استعدت حواسي وسمعت اصواتا عديدة (لضحايا اخرين) حولي يصرخون ويقولون من فضلك اعطنا ماء ... ورددت من اين يمكنني الحصول على الماء؟ ولم اكن ارى شيئا حيث كان الظلام يعم ارجاء المكان." وقالت انها في اخر الآمر استطاعت الحصول على علبة من البسكويت اكلتها بالاضافة الى زجاجتين من الماء ساعدتاها على ان تروي ظمأها الرهيب. "بعد هذا لم يكن هناك شيء يؤكل." وقالت انه كان بامكانها سماع العديد من الضحايا الآخرين يبكون تحت الحطام. وقالت بيجوم التي قال اطباء انها تتعافى من جفاف حاد "لم اكن خائفة. لا اعرف من اين حصلت على هذه القوة الذهنية الكبيرة. لم يدر بخاطري قط أنني سأنجو. ان الله سبحانه وتعالى هو الذي انقذني." وصادق مجلس الوزراء يوم الاثنين على تعديل لقوانين العمل في بنجلادش يمهد الطريق امام البرلمان للسماح لعمال الملابس بتأسيس نقابات بدون الحصول على موافقة مسبقة من صاحب العمل للمساعدة في تحسين ظروفهم الوظيفية وخاصة معايير السلامة. وتشن جماعات حقوق انسان والعمل الدولية حملات منذ وقت طويل من اجل ان يستطيع العمال تأسيس نقابات بدون مثل هذه الموافقة. وتم تأييد التعديل بعد يوم من قرار الحكومة بتشكيل لجنة مرتبات للنظر في زيادات الأجور لعمال الملابس الجاهزة. ويبلغ معدل الحد الأدنى الشهري للأجور ما يعادل 38 دولارا بعد زيادة نسبتها 80 بالمئة في عام 2010 استجابة لشهور من احتجاجات الشوارع العنيفة. ودفع الاضطراب الذي تسبب فيه العمال السلطات إلى اغلاق اكثر من 300 مصنع للملابس لمدد غير محددة في حزام اشوليا الصناعي في ضواحي العاصمة داكا والمسؤول عما يقرب من 20 بالمئة من اجمالي الصادرات. وقال محمد عتيق الاسلام رئيس اتحاد مصنعي ومصدري الملابس في بنجلادش "قرر المالكون اغلاق مصانعهم بناء على اسس السلامة بعدما قام العاملون بثورة كل يوم تقريبا بعد انهيار رانا بلازا." وقتل ثمانية في حريق شب بمصنع الأسبوع الماضي وقال عاملون في القطاع إن الحريق ربما تم إشعاله عن عمد. وتم إنقاذ نحو 2500 شخص من رانا بلازا في ضاحية سافار التجارية قرب العاصمة داكا بعد انهيار المبنى الذي يضم عددا من مصانع الملابس في 24 من أبريل نيسان. والكثير ممن تم إنقاذهم يعانون من إصابات خطيرة. ويعتقد أن الكارثة وقعت عندما بدأت مولدات في العمل خلال انقطاع للكهرباء وأثارت تساؤلات حول استغلال شركات غربية لبنجلادش كمصدر للبضائع الرخيصة. وألقي القبض على تسعة فيما يتعلق بهذه الكارثة منهم مالك المبنى ومديرو المصانع. واتهمت الحكومة ملاك المبنى والشركة التي بنت المجمع الذي كان يتألف من ثمانية طوابق باستخدام مواد بناء مخالفة للمواصفات بما في ذلك قضبان الحديد والطوب والأسمنت مع عدم الحصول على التراخيص اللازمة. وتمثل صناعة الملابس في بنجلادش 80 في المئة من صادرات البلاد. وساعد انخفاض الأجور في وصول بنجلادش الى المركز الثاني في التصنيف العالمي للمصدرين بعد الصين. وطبقا لبيانات البنك الدولي فقد حلت بنجلادش في المرتبة الاخيرة في تدني أجور عمال المصانع في عام 2010 بعد كمبوديا. (اعداد عبد الفتاح شريف للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)