اصيب قائد جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تتقدم المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الاربعاء بجروح في ريف دمشق ، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. في المستوى السياسي اشترطت المعارضة السورية مجددا رحيل الاسد كمقدمة لاي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرا، وذلك في رفض غير مباشر لدعوة روسياوالولاياتالمتحدة الى حوار بين الطرفين المتقاتلين يضع حدا للنزاع على اساس اتفاق جنيف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان اصيب ابو محمد الجولاني القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام التي بايعت القاعدة، الاربعاء بجروح خلال القصف الذي نفذه الجيش السوري على مناطق في ريف دمشقالجنوبي. وابلغ احد النشطاء في ريف دمشقالجنوبي المرصد السوري لحقوق الانسان ايضا عن "اصابة عدد من عناصر الجبهة بجروح جراء القصف الذي استهدفهم". واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردا على اسئلة وكالة فرانس برس، ان الجولاني اصيب في رجله دون ان يكون بامكانه على الفور تقديم المزيد من التفاصيل. وجبهة النصرة التي تعتبرها الولاياتالمتحدة "منظمة ارهابية" لعلاقتها بالقاعدة، عرفت في البداية بعمليات انتحارية في سوريا قبل ان تصبح قوة ذات باس تقاتل الى جانب باقي المتمردين على النظام. وتتكون المجموعة من مقاتلين سوريين واجانب وتسعى لاقامة حكم اسلامي في سوريا وهو ما يرفضه الجيش الحر اهم مكونات المعارضة السورية. وكان قائد جبهة النصرة اعلن في نيسان/ابريل مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري مؤكدا في الان ذاته عدم اندماج تنظيمه مع تنظيم القاعدة في العراق المعروف ب "دولة العراق الاسلامية" رغم اعترافه بانه تلقى منه الدعم البشري والمالي. وبتاكيده مبايعته للظواهري سمح هذا التنظيم للنظام السوري بالتاكيد على انه يواجه "ارهابيين" يسعون لاقامة دولة اسلامية. ولم يعترف النظام السوري ابدا بحركة الاحتجاج الشعبي السلمية التي انطلقت في آذار/مارس 2011 للمطالبة باصلاحات ديمقراطية وقمعها بشدة. وتحول الاحتجاج الى تمرد مسلح دفع البلاد الى حرب اهلية. وبحسب الاممالمتحدة سقط في اكثر من عامين ما يفوق 70 الف قتيل في سوريا ونزح 4,25 ملايين آخرين واضطر اكثر من 1,4 مليون سوري لمغادرة البلاد اساسا الى دول الجوار. في الاثناء لم تتوقف المساعي الدولية للتوصل الى ايقاف نزيف الدم لكن المعارضة السورية وجهت ضربة للاتفاق الروسي الاميركي الذي اعلن الثلاثاء خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي الى موسكو حيث اتفق الجانبان على حث النظام والمعارضة على التوصل الى "حل سياسي" دون ان يعلنا شيئا بخصوص مصير الرئيس السوري. وقال الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية في بيان انه "يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو الى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية على ان يبدأ برحيل بشار الأسد واركان نظامه". ولم يصدر رد فعل من النظام السوري الذي يؤكد ان مصير الرئيس الاسد سيتقرر في انتخابات 2014، حتى الان رد فعل عن الاتفاق الروسي الاميركي الذي اشاد به الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي والاتحاد الاوروبي. وواصل كيري الاربعاء في ايطاليا جولته الدولية الرامية الى اعادة احياء مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية وانهاء النزاع في سوريا. واعلن كيري انه سيعود للمرة الرابعة الى اسرائيل في 21 او 22 ايار/مايو. وقال كيري خلال محادثة مع وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني المكلفة ملف المفاوضات ان كل الاطراف "تعمل على مسائل تمهيدية" مع "تجديد الالتزام". واضاف انه سيلتقي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في "21 او 22 من هذا الشهر". وكان وزيرا الخارجية الروسي والاميركي سيرغي لافروف وجون كيري اعلنا في موسكو الثلاثاء ان البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على ايجاد حل سياسي للنزاع على اساس اتفاق جنيف. وينص اتفاق جنيف الذي توصلت اليه مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وتركيا والجامعة العربية) في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة انتقالية ب"صلاحيات تنفيذية كاملة" تسمي "محاورا فعليا" للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية، على ان تضم الحكومة اعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة"، من دون التطرق الى مسالة تنحي الاسد. ودعت روسيا مرارا الى تبني مجلس الامن الدولي اتفاق جنيف. وبعد ان كانت واشنطن تتمسك برحيل الاسد، قال كيري في موسكو الثلاثاء ان المعارضة والنظام وحدهما يمكنهما تحديد شكل الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات ديموقراطية. واضاف "من المستحيل بالنسبة لي شخصيا تفهم كيف يمكن لسوريا ان تحكم في المستقبل من الرجل الذي ارتكب الاشياء التي نراها الآن"، الا انه اشار الى ان هذا القرار يتخذه السوريون. وحذر من ان "البديل هو مزيد من العنف واقتراب سوريا اكثر من الهاوية او حتى السقوط في الهاوية والفوضى". وقال لافروف وكيري انهما يأملان في الدعوة الى مؤتمر دولي في نهاية ايار/مايو للبناء على اتفاق جنيف. لكن باتريك فنتريل، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اكد الاربعاء ان "سياستنا لم تتغير. الاسد يجب ان يرحل وكلما حصل ذلك بسرعة كان افضل. يتوجب على النظام والمعارضة وبالقبول المتبادل، ان يجلسوا ويعملوا لتشكيل سلطة انتقالية". وقال فنتريل "سنعمل نحن والروس بجد لجعل الطرفين يجلسان الى طاولة (المفاوضات) ووضع هذه الخطة موضع التنفيذ". وفيما وصل كيري الاربعاء الى روما للقاء مسؤولين ايطاليين واسرائيليين واردنيين كبار في اطار مساعيه لمحاولة انهاء هذا النزاع، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من لندن انه سيتوجه الجمعة الى سوتشي في روسيا ليبحث ملف سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ان اجرى اليوم مشاورات هاتفية مع كيري. وقال كاميرون "هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي ووضع حد لهذا النزاع". واعلن مسؤولون اميركيون ان الرئيس باراك اوباما سيلتقي كاميرون الاثنين كي يبحث معه الوضع في سوريا وقمة مجموعة الثماني التي ستعقد الشهر المقبل في ايرلندا. واعلنت الخارجية الاميركية عن مساعدة جديدة للاجئين السوريين بقيمة مئة مليون دولار ما يرفع اجمالي المساعدة الاميركية الى 510 ملايين دولار. ميدانيا واضافة الى تواصل المعارك محتدمة على عدة جبهات، تتواصل جهود الاممالمتحدة من اجل الافراج عن اربعة مراقبين دوليين خطفوا الثلاثاء على ايدي مجموعة مسلحة معارضة ، قالت انها خطفتهم "لحمايتهم" من اعمال العنف، في منطقة وادي اليرموك في محافظة درعا (جنوب) القريبة من الاردن ومن هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل جزءا منها. وقتل الاربعاء 26 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، في حصيلة اولية للمرصد. في الاثناء قام الاربعاء وفد من الأممالمتحدة برئاسة الدكتور آدام عبد المولى المنسق المقيم لأنشطة الأممالمتحدةبدمشق وبمشاركة الممثلين المقيمين لمنظمات الأممالمتحدة العاملة في سوريا بزيارة إلى مدينة حمص، حيث تم إفتتاح مكتب للأمم المتحدة هناك، يمثل كافة منظمات الأممالمتحدة، بحسب بيان للامم المتحدة في سوريا. وجاءت هذه الخطوة بالإتفاق مع الحكومة و"تعكس هذه المبادرة إلتزام الأممالمتحدة بالبقاء في سوريا والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المحتاجين لها في كافة المناطق"، بحسب المصدر ذاته.