اعلنت دمشق الاثنين انها ستختار توقيت الرد على القصف الجوي الاسرائيلي الذي طاول اهدافا عسكرية على ارضها، في وقت ازدادت المخاوف من حصول "تصعيد" اقليمي نتيجة دخول اكثر من طرف على خط الازمة السورية المستمرة منذ 26 شهرا. ويبقى موضوع استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا مصدر قلق للمجتمع الدولي، مع اعلان لجنة تحقيق دولية ان مقاتلي المعارضة استخدموا غاز "السارين" في المعارك. وكشف المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين عن مقتل 42 جنديا سوريا على الاقل في الغارات الاسرائيلية قرب دمشق الاحد. وقال مصدر سوري مسؤول لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي اجري معه من بيروت ان "سوريا سترد على العدوان الاسرائيلي، لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك"، مشيرا الى ان ذلك "قد لا يحصل على الفور، لان اسرائيل في حالة تأهب". واعلنت اسرائيل نشر بطاريات مضادة للصواريخ واغلاق المجال الجوي في شمال البلاد بعد الغارات التي نفذتها على سوريا فجر الجمعة وفجر الاحد. ويتوقع ان يعاد فتح المجال الجوي الاثنين. واعلنت دمشق الاحد ان طائرات حربية اسرائيلية قامت فجرا "بعدوان جوي صاروخي من الاراضي المحتلة ومن جنوب لبنان" استهدف مواقع تابعة لقواتها المسلحة قرب دمشق. والمواقع المستهدفة هي مركز للبحوث العلمية في جمرايا قصفته اسرائيل في كانون الثاني/يناير الماضي، ومخزن للذخيرة وفرقة للدفاع الجوي، بحسب مصدر دبلوماسي في بيروت. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاثنين ان الهجوم ادى الى مقتل 42 جنديا على الاقل، بينما لا يزال مصير حوالى مئة آخرين مجهولا. وذكر مسؤول اسرائيلي من جهته ان الطائرات الاسرائيلية استهدفت "صواريخ ايرانية مرسلة الى حزب الله" الشيعي، وانها كانت نفذت غارة استهدفت اسلحة مماثلة الجمعة في مطار دمشق. ولم تشر دمشق الى الهجوم الاول، لكن وكالة انباء "سانا" الرسمية قالت ان مقاتلين معارضين اطلقوا فجر الجمعة قذيفتين على المطار ما ادى الى حريق في احد خزانات الوقود واصابة طائرة تجارية. ونفت ايران ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري، ان تكون الغارات الاسرائيلية استهدفت اسلحة ايرانية. وطلب وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي من الاسرة الدولية منع اسرائيل من شن هجمات مماثلة "والا فسوف تحصل احداث خطيرة في المنطقة ولن تخرج منها الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني رابحين". وفي اول تعليق لها، قالت موسكو ابرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، انها "تدرس وتحلل جميع الظروف المحيطة بالانباء المقلقة للغاية" بشأن الغارات. وحذرت في بيان لوزارة خارجيتها من ان "المزيد من التصعيد للنزاع المسلح يزيد وبشكل خطر خلق مراكز توتر في المنطقة اضافة الى سوريا. كذلك انتقدت الصين التي وصل اليها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين، الهجمات التي شنتها الدولة العبرية، داعية الى "احترام سيادة كل دولة"، و"الامتناع" عن تصعيد الوضع. وعبر المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة مارتن نيسيركي مساء الاحد عن قلق الامين العام بان كي مون الشديد ازاء الغارات. ودعوته "كل الاطراف الى التحلي باقصى درجات الهدوء وضبط النفس والتحرك بطريقة مسؤولة لتفادي تصعيد ما هو في الاساس نزاع مدمر وخطير للغاية". ورأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان في الغارات الاسرائيلية "مجازفة"، رغم ابدائه "تفهما لها"، مضيفا "اذا امتد النزاع الى الدول المجاورة، فسيكون ذلك منعطفا في طبيعة هذا النزاع". وبعد اعلان واشنطن انها تجري تحقيقا معمقا في موضوع استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، واقرارها بوجود "ادلة" على استخدام النظام لهذا السلاح، اعلنت عضو لجنة التحقيق الدولية في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا كارلا ديل بونتي استنادا الى"شهادات" جمعتها اللجنة و"شكوك قوية وملموسة"، ان مقاتلي المعارضة "استخدموا اسلحة كيميائية مستعينين بغاز السارين". ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الاثنين "الغرب بشكل حثيث الى التوقف عن تسييس "مسالة الاسلحة الكيميائية "الجدية للغاية وتاجيج جو معاد لسوريا". ميدانيا، تتواصل اعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في سوريا غداة مقتل 137 شخصا، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل البلاد. وافاد المرصد عن غارات كثيفة للطيران الحربي والطيران المروحي السوري على بلدة أبو الضهور في ريف ادلب (شمال غرب) حيث تدور في محيط المطار العسكري الذي يحمل اسم البلدة وبعض المواقع داخله اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. في محافظة حلب (شمال)، قصفت طائرة حربية فجرا مناطق داخل مطار منغ العسكري كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها ليل امس، ما اسفر، بحسب المرصد، عن "تدمير ثلاث طائرات مروحية معطلة وسقوط قتلى وجرحى". وشمل القصف الجوي الاثنين مناطق في حيي جوبر والقابون في دمشق، اضافة الى ريف العاصمة، وفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وحمص (وسط) حيث شن الطيران غارات على مدينة القصير التي تدور اشتباكات في محيطها بين القوات النظامية المدعومة من حزب الله اللبناني، والمقاتلين المعارضين. واكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان الاثنين ان استمرار اعمال العنف يجعل من اخلاء القتلى والمصابين في الوقت اللازم "تحديا يوميا".