يشير أول تحذير علني من الرئيس السوري بشار الاسد للأردن بسبب دوره في انتقال معارضين إسلاميين سنة إلى جنوب سوريا بالقرب من دمشق إلى تزايد انزعاجه من التهديد الذي يمثله الهجوم على معقله في العاصمة. وقال الأسد للأردن هذا الأسبوع إنه يلعب بالنار بدعمه للمعارضة قائلا إن المملكة معرضة مثل سوريا لخطر اكتساب القاعدة لنفوذ في الصراع المستمر هناك منذ نحو عامين. وجاءت تصريحات الاسد بعد معارك مستمرة منذ اسابيع في جنوب سوريا حيث تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على قواعد عسكرية وحققت تقدما بالقرب من الحدود مع الاردن وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل وقطعوا طريقين رئيسيين إلى دمشق. وقال الاسد إنه أرسل مبعوثين إلى الأردن خلال الشهرين الماضيين لمواجهة السلطات بتقارير بشأن تدريب معارضين مسلحين سوريين في الاردن والسماح لآلاف المقاتلين بالتسلل من الأراضي الأردنية إلى سوريا. وقال خبير أردني في شؤون المخابرات طلب عدم الكشف عن اسمه "يحاول توصيل هذه الرسالة: لا تفعلوا هذا يا رفاق. يدرك أننا مهددون من نفس القوى الأصولية التي تهددهم أيضا." ولا يوجد توافق يذكر في الايديولوجية بين سوريا التي تدعمها ايران وتدعم جماعات مسلحة ضد اسرائيل وبين الأردن الحليف للولايات المتحدة والذي عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل. لكن الرئيس السوري ذكر عمان في مقابلة أذيعت يوم الأربعاء بأن البلدين يشتركان في هدف محاربة القاعدة وهي مصدر ازعاج مشترك يبدو انه منع الاسد حتى الان من ضم الاردن إلى خصومه الاتراك ودول الخليج العربية التي تدعم المعارضة السورية بالسلاح. وقال الأسد إن بعض المسؤولين في الأردن لا يقدرون حجم الخطر الذي تفرضه الأزمة السورية على بلادهم. وقال "الحريق لا يتوقف عند حدود سوريا. الكل يعلم أن الأردن معرض للحريق كما هي سوريا معرضة له." وفي الأسبوع الماضي أعلنت جماعة جبهة النصرة عن ولائها لتنظيم القاعدة الذي شن أعضاء منه هجمات في عمان في السنوات الماضية. وسبق أن أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن عشرات من تفجيرات السيارات الملغومة والهجمات على قوات الاسد. وقال دبلوماسي غربي رفيع في عمان "انه تهديد مبطن غير مباشر ... بأن الاردن في خطر. الأسد يدعو عمان إلى الحذر." وتتبنى المملكة التي تعتمد على المساعدات موقفا متوازنا محفوفا بالمخاطر تجاه في سوريا التي تجتذب متشددين سنة ينظرون إلى الحكم الملكي في الاردن بنفس عين العداء التي ينظرون بها إلى الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية. ويقول خبراء أردنيون في مجالي الدفاع والمخابرات إن التعاون الأمني مع سوريا تواصل خلال الصراع السوري وإن إعلان الأسد عن زيارة رئيس المخابرات السوري علي مملوك إلى عمان أكد هذا. وقال الأسد بشأن زيارة مملوك ان بلاده أرسلت مسؤولا أمنيا قبل نحو شهر وإنه أبلغ الاردنيين بتقييم سوريا للوضع وسمع منهم نفيا قاطعا لأي مشاركة منهم فيما يحدث. وقال مسؤولون أردنيون إن الزيارة تشير إلى أن دمشق تريد التعامل بشكل سري مع أي خلافات لكن الاسد أوضح أنه غير مقتنع بالنفي الأردني. ولعب الأسد على مخاوف المؤسسة السياسية الاردنية من صعود جماعة الإخوان المسلمين أكبر الاحزاب السياسية المعارضة بالاردن والتي تقود احتجاجات مطالبة بالاصلاح وتعديلات دستورية تحد من سلطات الملك. وقال الرئيس السوري إنه يأمل أن يتعلم الاردنيون من الدروس التي تعلمتها سوريا من عهد الاخوان المسلمين في إشارة إلى مواجهة دامية بين العلويين والاخوان المسلمين في سوريا راح ضحيتها الآلاف في الثمانينات. من سليمان الخالدي (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)