طوكيو (رويترز) - وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى اليابان يوم الأحد في آخر محطات جولته الآسيوية التي تهدف إلى حشد الدعم للحد من البرنامج النووي لكوريا الشمالية وطمأنة حلفاء واشنطن بعد تهديدات بالحرب أطلقتها بيونجيانج على مدار أسابيع. وتتزامن محادثات كيري ونظيره الياباني فوميو كيشيدا مع الاستعدادات لأكبر عطلة سنوية في كوريا الشمالية غدا الاثنين والتي تعرف باسم يوم الشمس الذي يوافق يوم ميلاد مؤسس الدولة كيم إيل سونج. وتتجاهل وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية حتى الآن المحادثات التي أجراها كيري في بكين وسول. ولكن بالإضافة إلى بعض التقارير حول احتفالات يوم الشمس جددت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية استنكارها للسياسة الأمريكية وأعلنت بوضوح أنه لا نية لدى بيونجيانج للتخلي عن أسلحتها النووية التي وصفتها بأنها "الضامن الثمين" لأمنها. أما العاصمة الكورية الجنوبية سول فقد خيم عليها الهدوء الذي اعتادته طوال الأزمة. وهددت كوريا الشمالية على مدار أسابيع بشن هجوم على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية منذ أن فرضت عليها الأممالمتحدة عقوبات بسبب تجربتها النووية الأخيرة التي أجرتها في فبراير شباط. وزادت التكهنات بشأن إطلاق صاروخ جديد أو إجراء تجربة نووية جديدة. والتقى كيري يوم السبت مع كبار المسؤولين في الصين - الداعم الدبلوماسي والمالي الوحيد لكوريا الشمالية - وقال إن الجانبين متلزمان "بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بطريقة سلمية." وأثناء زيارته لسول أولى محطات جولته قال كيري إن كوريا الشمالية التي تشعر بالغضب أيضا من التدريبات العسكرية التي تجريها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية حاليا سترتكب "خطأ فادحا" إذا أطلقت أحد صواريخها المتوسطة المدى خلال الأزمة الراهنة. وأضاف أن الصين تستطيع التأثير على سياسة كوريا الشمالية ويجب عليها "تفعيل" الجهود الرامية لإقناع بيونجيانج بتغيير سياساتها. ويمكن للصواريخ المتوسطة المدى التي تمتلكها بيونجيانج أن تصل بسهولة إلى اليابان التي لا يفصلها عن كوريا الشمالية سوى أقل من ألف كيلومتر من المياه. وقالت تقارير إعلامية يابانية إن طوكيو أرسلت مدمرات قادرة على اعتراض الصواريخ إلى بحر اليابان. ونشرت صواريخ باتريوت أدفانسد كابابيليتي-3 الاعتراضية في مواقع رئيسية بالعاصمة اليابانية والمناطق المحيطة بها. وقال وزير الدفاع الياباني ايتسونوري أونوديرا للصحفيين يوم الأحد إنه من المهم إقناع كوريا الشمالية بضرورة التخلي عن تطوير الأسلحة النووية والصواريخ. وفي بكين قال كيري إنه إذا تخلت كوريا الشمالية عن قدراتها النووية فإنه لن يكون لدى الولاياتالمتحدة عندئذ ما يدعو إلى الاحتفاظ بهذه القدرات الدفاعية التي نشرتها في الآونة الأخيرة مثل منظومات الدفاع الصاروخي الجديدة أو التي جرى توسيعها في ألاسكا وجوام. وأضاف "الآن من الواضح أنه إذا اختفى التهديد.. أي أخليت كوريا الشمالية من السلاح النووي فإنه لن توجد عندئذ ضرورة مماثلة لنا في أن نبقي على هذا الوضع للتأهب الدفاعي القوي والمتقدم." ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا قولها إن كوريا الجنوبية التي يتمركز فيها 28 ألف جندي أمريكي ارتكبت "عملا استفزازيا شائنا لا يمكن غفرانه... يهين الاحتفالات بيوم الشمس." ولم تتضح على الفور طبيعة هذا العمل "الاستفزازي." ومن المرجح أن يركز جدول أعمال كيري في طوكيو على إجراء مناقشات بشأن خلافات اليابان والصين على بعض الجزر ومستقبل القواعد الأمريكية في اليابان. وأعلنت الولاياتالمتحدةواليابان هذا الشهر اتفاقا على عودة قاعدة جوية أمريكية إلى اليابان وهي خطوة في اتجاه حل مشكلة عكرت صفو العلاقات بين البلدين. من أرشد محمد