بعد شهر على انتخابه، عين البابا الارجنيتي فرنسيس السبت مجلسا استشاريا مؤلفا من ثمانية كرادلة لاصلاح الادارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية التي تعرضت اخيرا لسلسلة مشاكل وفضائح هزت مصداقيتها. ويتحدر الكرادلة الثمانية من القارات الخمس وسيكلفون ليس فقط تقديم المشورة لها بل ايضا دراسة مشروع تعديل دستور الفاتيكان. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي ان هذا المجلس "سيكون استشاريا ولن يتخذ قرارات"، وحرص على الايضاح ان مسؤوليات الادارة في الفاتيكان "لم تقلص". وكان البابا فرنسيس انتخب من قبل مجمع الكرادلة قبل نحو شهر وسط كلام كثير عن ضرورة تجديد حكومة الكنيسة الكاثوليكية. وفي بيان مقتصب اعلنت سكرتارية الدولة في الفاتيكان وهي الهيئة المركزية لحكومة الفاتيكان ان البابا سيقوم باصلاحات داخلية، في حين كانت تصريحاته وعظاته تركز حتى الان على دعم الفقراء. والكرادلة الثمانية الذين تم اختيارهم يمثلون شريحة واسعة من اتباع الكنيسة الكاثوليكية الذين يصل عددهم الى نحو مليار و200 مليون مؤمن. وسيكون منسق هذا المجمع الكاردينال اوسكار اندرس رودريغيس مارادياغا اسقف تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس ورئيس منظمة كاريتاس الدولية. ويعتبر هذا الاسقف الهندوراسي من انصار الاصلاحات الاجتماعية. والكاردينال الاميركي اللاتيني الاخر هو اسقف سانتياغو فرنسيسكو خافيير ارازوريز اوسا. ومن الولاياتالمتحدة هناك كاردينال بوسطن الكبوشي شون اومالي المعروف بحملته الشديدة على دعارة الاطفال وكان من المرشحين للوصول الى السدة البابوية قبل انتخاب فرنسيس. وهناك كاردينالان اوروبيان هما الرئيس الايطالي لادارة الفاتيكان جيوزيبي برتيللو الذي عينه البابا بنديكتوس السادس عشر واسقف ميونيخ رينهارد ماركس. ويبقى ثلاثة كرادلة هم اسقف بومباي اوزوالد غراسياس واسقف كينشاسا لوران موسينغوو باسينيا واسقف سيدني جورج بل. وكلف الكرادلة الثمانية بمساعدة البابا على اعادة النظر في دستور الفاتيكان "باستور بونوس" الذي وضعه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1988، ولم يتمكن البابا بنديكتوس السادس عشر من تعديله واصلاحه. وكتب رئيس تحرير اسبوعية "لافي" الكاثولكية الفرنسية جان بيار دوني تغريدة قال فيها "الفاتيكان يميل يسارا... هناك اصلاح معلن يقوم بتنسيقه الكاردينال مارادياغا". وتتالف حكومة الفاتيكان من نحو 20 وزارة ومجلسا تعمل بشكل معقد وتعاني اصلا من مشاكل مادية. والاجتماع الرسمي الاول لمجلس الكرادلة الثمانية سيكون بين الاول والثالث من تشرين الاول/اكتوبر المقبل، من دون ان يمنع ذلك من قيام تواصل شخصي بين البابا والكرادلة الثمانية خلال الفترة الفاصلة. ويبدو ان البابا فرنسيس قرر العمل بهدوء وحزم من دون تسرع. وكانت سمعة الفاتيكان تأثرت كثيرا بما اصطلح على تسميته "فاتيليكس"، في اشارة الى تسرب وثائق سرية عن الفاتيكان الى الاعلام في عهد البابا بنديكتوس السادس عشر. واضافة الى ذلك شهد الفاتيكان فضائح مالية وجنسية ما سرع الاتجاه نحو الاصلاحات المنوي اقرارها. ومع ان المجمع الفاتيكاني الثاني الذي انعقد بين العامين 1962 و1965 شدد على العمل الجماعي في ادارة الكنيسة فان البابا بنديكتوس السادس عشر نادرا ما كان يجمع وزراءه معا. ويكثر البابا فرنسيس حاليا من استقبال "وزرائه" ومدد لهم جميعا بعيد انتخابه ولكن لفترة مؤقتة، كما شكر سكرتارية الدولة على العمل الذي قامت به خلال الشهر الماضي. ولم يعين البابا بعد سكرتير دولة ليحل مكان الكاردينال الايطالي تارتشيزيو برتوني (78 عاما) الذي تؤخذ عليه ادارته السيئة وعدم خبرته في المجال الدبلوماسي. وتفيد اوساط الفاتيكان ان سكرتير الدولة او "رئيس الحكومة" الجديد قد يكون ايطاليا ما دام الايطاليون حتى الان لا يزالون يسيطرون على الجسم الدبلوماسي وادارة الفاتيكان. وقال اسقف طلب عدم كشف اسمه ان اسلوب البابا فرنسيس وتوجهاته بدات تثير بعض الحساسيات داخل الفاتيكان.