قال مسؤولون ان مسلحي طالبان الذي قتلوا 46 شخصا في مبنى محكمة في غرب افغانستان في هجوم هدف الى تحرير متمردين كانوا ينتظرون محاكمتهم، انتقلوا من غرفة الى اخرى في المبنى وهم يطلقون النار على كل من وجدوه في هذه الغرف. وقال المسؤولون الخميس ان مدنيين وقضاة ومحامين وموظفين في المحكمة كانوا عزلا قتلوا عندما فتح تسعة من مقاتلي طالبان النار عليهم الاربعاء. ولم ينته الهجوم الا بعد ان قتل رجال الامن جميع المسلحين. وعادة يستهدف مقاتلو طالبان المباني الحكومية، الا ان المجزرة غير المسبوقة في مبنى المحكمة الواقعة في ولاية فرح النائية اثارت مخاوف جديدة من قوة المتمردين في الوقت الذي تستعد فيه قوات الحلف الاطلسي للانسحاب من البلد المضطرب. وقتل ثلاثة من المهاجمين عندما اقتحموا بسيارة مفخخة مسروقة من الجيش الافغاني مدخل مبنى المحكمة صباح الاربعاء. وفجر المسلحون العربة بعد ان رفضوا التوقف وفتحت الشرطة النار عليها، بحسب ما افاد نائب حاكم ولاية فرح محمد يونس رسولي لوكالة فرانس برس. ودخل ستة مسلحين اخرين مبنى المحكمة ومكتب النائب العام المجاور. وقال رسولي "كان بحوزتهم عشر قنابل يدوية والكثير من الرصاص. اقتحموا كل باب واطلقوا النار في كل غرفة واحدة واحدة (...) على الجميع: على المحامين والقضاة والجميع. وكانوا كلهم غير مسلحين وعزل". وعرض التلفزيون صورا للمباني المتضررة والجدران التي تحولت الى ركام والسيارات المحطمة في الموقع. وقال حاكم ولاية فرح محمد اكرم خبالواك ان 36 مدنيا قتلوا من بينهم اربعة محامين واربعة قضاة. وقتل عشرة من رجال الشرطة كذلك واصيب ما بين 95 و100 شخص. وصرح لفرانس برس "احتجز العديد من الناس في المبنى. بعد انقاذهم بدأت الشرطة والجيش عملية مطاردة للمهاجمين (...) وقتل عشرة من رجال الامن في ذلك اليوم". وكان من المقرر ان تنظر المحكمة في قضية مسلحي طالبان عندما وقع الهجوم. وقال المسلحون انه حرروا 13 من مقاتلي الحركة، الا ان خبالواك قال لفرانس برس ان 12 من معتقلي طالبان كانوا في المحكمة اعيدوا الى السجن. وصرح وكيل احمد الطبيب في مستشفى فرح الاربعاء ان احد سجناء طالبان يعالج من اصاباته. ويعتبر الهجوم على فرح الولاية المحاذية لايران، الاكثر دموية الذي تشهده افغانستان منذ عام، وياتي فيما تستعد قوات الحلف الاطلسي الانسحاب من افغانستان. وتقوم قوات الحلف بنقل السمؤولية الامنية للقوات الافغانية لمواجهة تمرد طالبان قبل انسحاب القوات القتالية الاجنبية في نهاية العام المقبل. ويتوقع العديد من المراقبين ان تغرق البلاد في مزيد من عدم الاستقرار. ودان الرئيس الافغاني حميد كرزاي الهجوم ووصفه بانه "مجزرة" وقال ان الافغان "يجب ان لا يسمحوا لطالبان بان تفلت من العقاب على قتلها مسلمين". من جهتها، اصدرت طالبان بيانا اشادت فيه "بالهجوم الاستشهادي الناجح" وقالت انه عملية تم التخطيط لها بدقة بعد تلقي معلومات استخباراتية حول المحاكمة. وقالت في بيانها على الانترنت ان "قوات الشرطة والجيش الافغانية حاولت اقتحام المباني عدة مرات الا ان المجاهدين تمكنوا من صدها وايقاع خسائر كبيرة في صفوف العدو". وتتركز معظم الجهود الدولية لهزيمة طالبان في مناطق جنوب وشرق البلاد منذ الاطاحة بالحركة اسلامية من الحكم في افغانستان في اواخر 2001 عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولاياتالمتحدة. الا ان هجوم فرح الدموي يزيد من المخاوف من ان طالبان توسع هجماتها خارج معاقلها الرئيسية المعتادة.