قتل 18 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مئة اخرين بجروح في انفجار خمس سيارات مفخخة استهدفت الجمعة مساجد شيعية في بغداد وكركوك (شمال)، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. وجرت الانفجارات خلال ساعة في العاصمة وكركوك التي تقع على بعد 240 كلم شمال بغداد. ووقعت هذه الاعتداءات وسط اجواء متوترة جدا لحملة انتخابية مقررة يومي 20 نيسان/ابريل ل12 مجلس محافظة من المحافظات ال 18 في العراق. وبحسب حصيلة لوكالة فرانس برس فان 11 مرشحا قتلوا في اعمال عنف منذ بداية شباط/فبراير. ووقعت الهجمات امام مساجد احياء الجهاد والقاهرة والزعفرانية والبنوك وخلفت 14 قتيلا. ووقعت الهجمات بالتزامن مع صلاة الجمعة، وفقا للمصادر. وتجمع عشرات من اهالي حي البنوك عند موقع الانفجار، اجهش كثير منهم بالبكاء فيما احتشد عدد كبير من الجنود في الموقع نفسه حيث انتشرت بقع دماء الضحايا، وفقا لمراسل فرانس برس. وفرضت قوات الامن اجراءات مشددة حول مواقع الانفجارات بينها منع وسائل الاعلام من الوصول الى موقع الحادث، وفقا لمراسل فرانس برس. وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال ضابط في الشرطة ان "اربعة اشخاص قتلوا واصيب عشرات اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة عند حسينية الرسول الاعظم في حي واحد حزيران، في جنوب كركوك". وقال مدير صحة كركوك صديق عمر رسول ان الاعتداء اسفر عن اربعة قتلى و72 جريحا. ووقع الانفجار قرابة الساعة الاولى بعد الظهر (10,00 تغ) وفقا للمصدر. واشار الى ان امام صلاة الجمعة الشيخ محسن البطاط، معتمد المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم (احد المراجع الشيعة الاربعة) اصيب بجروح جراء الانفجار. وادى الانفجار الى انهيار عدد من المنازل وقوع اضرار مادية كبيرة في منازل اخرى واحتراق وتدمير اكثر من عشر سيارات واحداث حفرة قطرها ثلاثة امتار تقريبا، وفقا لمراسل فرانس برس. وقال سليم عزيز البياتي الذي اصيب بجروح طفيفة "كنت اصلي وفجأة حدث انفجار رهيب وسقط السقف على رؤوسنا بعدها شاهدت الدماء تغطي كل من حولي". واضاف "قتل احد اقاربي في الانفجار، اشكر الله باني ما زلت حيا". بدورها، قالت سميرة قبنر التي تسكن على مقربة من الحسينية "دمر منزلنا جراء الانفجار لكني كنت مع زوجي واطفالي في نزهة وهذا ما انقذنا من الموت". وفي محافظة كركوك ايضا قتل عامل بناء واصيب جنديان بجروح في ثلاث عمليات اطلاق نار منفصلة، بحسب مسؤولين. وفي حادث آخر قتل مدرسان بايدي مسلحين في مدينة الكوت التي تقع على بعد 160 كلم جنوب شرق بغداد. ولم يتم تبني هذه الهجمات على مساجد شيعية لكن مجموعات مسلحة سنية بينها القاعدة في العراق، تستهدف بانتظام قوات الامن والشيعة الذين يشكلون اغلبية في البلاد وذلك بهدف زعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. وواجه المالكي موجة احتجاجات عارمة من السنة الذين يعتبرون ان سياسة المالكي "تهمشهم". ومع انها تدمي العراق يوميا فان اعمال العنف في العراق لم تصل الى اعلى مستوياتها التي سجلت في اوج النزاع الديني الطائفي بين 2006 و2008. ومع ذلك فقد خلفت 261 قتيلا في آذار/مارس بحسب معلومات اصدرها مسؤولون طبيون وقوات الامن.