هدد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف بمراجعة الحصة المخصصة لليورو في الاحتياطي الروسي في حال تضررت المصالح الروسية نتيجة الازمة المالية في قبرص. وصرح مدفيديف في مقابلة مع وسائل اعلام اوروبية نشرت الخميس على موقع الحكومة ان امكان فرض ضريبة استثنائية على الودائع المصرفية في قبرص والتي تشكل الاموال الروسية القسم الاكبر منها "يدفعنا الى التفكير" في وضع اليورو. واضاف مدفيديف "اذا كان ذلك ممكنا في قبرص، فما المانع ان يطبق ايضا في اسبانيا او في ايطاليا او في دول اخرى تعاني من مشاكل مالية؟ ودور هذه الدول سياتي غدا". وتابع ان "بين 41 بالمئة و42 بالمئة من احتياطينا من العملات هو من اليورو وخطة (الانقاذ الاوروبية لقبرص) ليست فقط غير متوقعة بل هي ايضا غير مؤاتية". وقال "سانقل كل ذلك الى صديقي جوزيه مانويل باروزو" رئيس المفوضية الاوروبية والذي يستقبله مدفيديف اليوم الخميس في موسكو. وكان مدفيديف اعرب في وقت سابق الخميس عن اسفه لتجميد حسابات عدة مجموعات حكومية روسية في قبرص. وقال ان "عددا كبيرا من مؤسساتنا العامة يعمل عبر قبرص وفي الوقت الحالي حساباته مجمدة لاسباب غير مفهومة". واضاف ان "مصدر هذه الاموال واضح، انها مؤسسات حكومية. لهذا السبب نحن نتخذ موقفا حازما ازاء قبرص وتسوية ازمة الديون فيها". ويواصل وزير المالية القبرصي ميخاليس ساريس الخميس محادثاته في موسكو على امل الحصول على اعادة جدولة للقرض الذي منحته موسكو لنيقوسيا في العام 2011 والذي بلغت قيمته 2,5 مليارات يورو ومن المفترض ان تسدده قبرص في العام 2016. وقال مدفيديف ان "الوفد القبرص عرض سلسلة من المقترحات خصوصا حول اصول ترغب روسيا في امتلاكها". واضاف "لسنا نرفض منح مساعدة منح" مساعدة جديدة الى قبرص. من جهته، اكد حاكم البنك المركزي القبرصي بانيكوس ديمتريادس لصحيفة فيدوموستي الروسية ان العلاقات الاقتصادية القبرصية الروسية "سليمة والقول ان هذه العلاقات تعتمد على نشاطات اقتصادية غير مشروعة لا اساس له". واضاف ان هذا الاتهام "يعني ان كل الشركات الروسية تقوم بنشاطات غير مشروعة. الفكرة التي تقول ان قبرص ممر للنشاطات غير المشروعة للروس الى الخارج لا علاقة له بالواقع". وقدر قيمة الودائع الروسية في الجزيرة بما بين 4,9 و10,2 مليار يور، في تقييم اقل بكثير من الارقام الذي ذكرها خبراء بينهم وكالة موديز للتصنيف الائتماني موديز التي قدرت قيمة هذه الودائع ب31 مليار دولار (24 مليار يورو). وانتقد مدفيديف الاتحاد الاوروبي لاستبعاده روسيا من المفاوضات مع قبرص والتي افضت الى خطة الانقاذ التي تنص على منح 10 مليارات يورو الى الجزيرة المتوسطة لقاء فرض ضريبة استثنائية على الودائع المصرفية والتي غالبيتها تعود الى رؤوس اموال روسية.