اكد ابراهام سكوركا عميد المعهد الحاخامي في اميركا اللاتينية وصديق خورخي برغوليو منذ فترة طويلة، ان البابا فرنسيس يفعل ما يبشر به وان حرصه على العدالة الاجتماعية ليس لفظة خالية من المضمون. واكد الحاخام سكوركا (62 عاما) في مقابلة مع مراسل لوكالة فرانس برس ان الحبر الاعظم "حريص جدا على العدالة الاجتماعية. لا اعرف بالضبط ما ينوي القيام به، لكنه يقرن القول بالفعل. ولا يدهشني الا يستقل السيارة الخاصة (بعد انتخابه). فهو لم يقع ابدا في فخ الكبرياء". وقد ترسخت الصداقة بين الحاخام والبابا الجديد خلال مناقشات دينية في كتاب "خورخي برغوليو وابراهام سكوركا: على الارض والسماء"، وفي برنامج تلفزيوني اسبوعي بثت حلقته الاخيرة في كانون الاول/ديسمبر. والجالية اليهودية في الارجنتين هي الاكبر في اميركا اللاتينية ويبلغ عدد افرادها 300 الف، فيما يتألف ثلاثة ارباع 40 مليون ارجنتيني من الكاثوليك. وشدد الحاخام سكوركا على القول ان البابا فرنسيس هو في رأيه المشجع "الاول" للحوار بين الاديان، معتبرا ان ذلك سيكون احدى مميزات حبريته لانه "يعتبر ان على جميع الناس في الايمان السير معا، كل منهم حسب ايمانه". واكد الحاخام سكوركا عميد كلية الحقوق اليهودية في جامعة بوينوس ايرس (رسمية)، ان البابا فرنسيس "وصل الى السدة البابوية في لحظة بالغة الدقة للكنيسة؛ لقد حصلت صدمة: فقد استقال بنديكتوس السادس عشر. ولم يصدق قسم من الناس وابدى شكوكا، وتحدث قسم آخر عن ضرورة ماسة للايمان بشيء ما". وعندما قال البابا الجديد ان الكنيسة "لن تكون سوى منظمة غير حكومية" اذا لم تبشر بالمسيح ولم تقبل "بحمل صليبها"، كان قد اورد ذلك في كتابه الذي وقعه مع الحاخام. وقال الحاخام انه دائما ما كان يعتقد ان الكاردينال الارجنتيني سيصبح بابا. فهو يتمتع "باحترام كبير"، وهو "رجل اصيل ذو ايمان عميق يتجنب الامور السطحية، صادق في بساطته ويبحث عن الله باستمرار". واضاف "اعتقد ان عليه في هذه اللحظة التحاور مع ضميره. وتنتظر البشرية جمعاء ان ترى البصمة التي سيتركها، وهذا امر بالغ التعقيد. ليست لدي اي شكوك حول قيمه، وما لا استطيع ان اراه هو كيف سيتمكن من التعبير عنها. وفي هذه اللحظة سيقول: دعوني انصرف الى مزيد من التفكير". ويقر الحاخام سكوركا بأن "بعض التباين الناجم عن تقاليدنا" الدينية والثقافية قد ظهر خلال مناقشاتهما الكثيرة، بما فيها الاجهاض. وقال "حول موضوع الاجهاض، التقليد المسيحي اكثر تشددا، فيما التقليد اليهودي يميل الى مزيد من التأمل انطلاقا من قاعدة مشتركة هي احترام الكائن الجديد الذي يتكون". وعندما يتعلق الامر بتبادل جديد للاراء مع البابا، يتهرب الحاخام سكوركا ويقول مع ابتسامة "الله سيقول ذلك".