اختير الكاردينال الأرجنتيني خورخيه بيرغوليو خلفا لبنديكتوس السادس عشر على رأس الكنيسة الكاثوليكية في وقت تواجه الكنيسة تحديات صعبة. ففي الغرب، تكافح الكنيسة من أجل اجتذاب المؤمنين مرة أخرى إليها وتشجيعهم على الحضور إلى المراسم الدينية بعد تراجع ملحوظ وهو الأمر الذي تكرر مع القساوسة أنفسهم فقد لوحظ تقلص عددهم مؤخرا. وجاء الاقبال على الانضمام إلى الطائفة البروتستانية، وبخاصة في دول أمريكا اللاتينية وافريقيا، ليزيد من صعوبة مهام الكنيسة الكاثوليكية. الأنظار الآن متعلقة بالبابا فرانسيس الأول، وهو الاسم الذي اختاره البابا بيرغليو لنفسه، لمعرفة آرائه وتوجهاته في بعض القضايا الشائكة التي كان للبابا السابق موقف متشدد تجاهها. ومن المعروف أن البابا بنديكتوس السادس عشر رفض أي نقاش يتناول تبتل رجال الدين، كما جدد رفضه لمباركة الزواج الثاني للمطلقين. قضايا المساواة بين الجنسين تعد من أهم القضايا في دول الغرب، وتسببت آراء البابا السابق المتشددة منها في نفور أعضاء التيار الليبرالي داخل الكنيسة. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد قال إن موقف الكنيسة من قضايا القتل الرحيم والإجهاض والمثلية غير قابل للتفاوض . وفيما يلي بعض القضايا التي ستكون ضمن أولويات البابا فرانسيس الأول : كشفت فضيحة تسريبات الفاتيكان الذي أدين فيها خادم البابا السابق بتسريب أسراره عن خلل واضح في الهيئة التي تدير الفاتيكان. ويقول كليفورد لونغلي المحلل المختص في شؤون الفاتيكان بدا أن الفاتيكان مليء بالصراعات بين فصائل متناحرة فضلا عن اتهامات بالفساد طالت مناصب عليا في الدولة . وأضاف لونغلي أن طريق إصلاح الفاتيكان لا يزال طويلا، إدارة الفاتيكان بمفهوم اللامركزية أصبح أمرا لا مفر منه وسيكون في انتظار البابا الجديد مهمة صعبة . القضية التي تفرض نفسها بقوة على الساحة الآن هي الضغط الذي تتعرض له الكنيسة الكاثوليكية بسبب قانون المساواة في دول الغرب وذلك حسبما يرى المحلل اوستن افيري. وضرب افيري مثلا لبعض القضايا التي كان لها تأثير كبير على الكنيسة في روما وهي تشريع زواج المثليين في فرنسا وبريطانيا، وإغلاق وكالات التبني الكاثوليكية في بريطانيا والقضايا التي تنظرها المحاكم الأمريكية لفض النزاع بين مؤسسات كاثوليكية والكنيسة بشأن المساواة الجنسية. وأضاف افيري أن قانون المساواة في دول الغرب وبخاصة زواج المثليين جعل الكنيسة عرضة لمقاضاتها بتهم التمييز. على الرغم من أن البابا السابق تحدث عن العار الذي تشعر به الكنيسة من الجرائم الرهيبة التي ارتكبها بعض الكهنة وقدم اعتذاره لبعض ضحايا التحرش الجنسي إلا أن منتقدي الفاتيكان يرون أنه بطيء وغامض ومتردد عند التحدث عن جرائم التحرش الذي يرتكبها قساوسة كاثوليك. وسيتعين على البابا الجديد الاستمرار في مهمة تقديم الجناة إلى العدالة وتنفيذ الاصلاحات التي وضع أسسها البابا بنديكتوس السادس عشر لتوجيه القساوسة وتعريفهم بحقوق الأطفال. أقر البابا السابق بأن تطور دور المرأة في الكنيسة الكاثوليكية يسير ببطء شديد لكنه لم يتخذ في الوقت ذاته اجراءات من شأنها ترقية المرأة بل ورفض ترسيم النساء في رتبة الكاهن وعنف من تحدوا الكنيسة في قراراتها. وبالرغم من تعيين النساء في بعض المناصب في الفاتيكان إلا أن بعض المناصب حُرمت عليهم بدعوى أنها وظائف صعبة . وتسببت بعض احتجاجات الراهبات في الولاياتالمتحدة وتحدثهن عن اقتصار الكهنوت على الرجال وانتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي في كثير من الجدل حول العالم. وأصبح الأمر في حاجة إلى تغيير في ثقافة الفاتيكان تجاه المرأة ومن المتوقع أن يعمل البابا الجديد على ترقية وتعيين النساء في وظائف عليا في الفاتيكان.