ذكرت وسائل إعلام سودانية وقطرية أن الحكومة السودانية وجماعة متمردة منشقة في دارفور وقعتا اتفاقا لوقف إطلاق النار برعاية قطر في محاولة جديدة لإحياء عملية سلام متجمدة من أجل إنهاء صراع دائر منذ عشر سنوات. ووقعت الاتفاق جماعة تطلق على نفسها اسم حركة العدل والمساواة وهي جماعة صغيرة منشقة عن الحركة المتمردة الرئيسية التي تحمل نفس الاسم. وجاءت أنباء الاتفاق الذي أبرم يوم الأحد في أعقاب تصاعد القتال مؤخرا في إقليم دارفور الذي تقول جماعات حقوقية والأممالمتحدة إن 300 ألف شخص ربما قتلوا فيه منذ بدء الصراع في عام 2003. وتقول الحكومة إن حصيلة القتلى تصل إلى نحو عشرة آلاف قتيل. وتوسطت قطر في اتفاق سلام عام 2011 بين السودان وحركة التحرير والعدالة الصغيرة وتأمل في أن يؤدي الاتفاق الجديد إلى تنشيط جهود السلام. وقال نائب رئيس الوزراء القطري أحمد بن عبد الله آل محمود لوكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن اتفاق عام 2011 يبشر بمساعدات تنموية من الجهات المانحة بما فيها قطر التي ستستضيف مؤتمرا للمانحين يومي السابع والثامن من أبريل نيسان. وتأمل قطر أن ينجح المؤتمر في إقناع المزيد من المتمردين بالانضمام إلى عملية السلام والتوقف عن دعم الجماعات التي ترفض إلقاء سلاحها. وتقول الأممالمتحدة إن تصاعد القتال بين المتمردين والقوات الحكومية وبين القبائل المختلفة في الإقليم أدى إلى نزوح أكثر من 130 ألف مدني منذ أواخر ديسمبر كانون الأول الماضي. ووفقا للمنظمة الدولية فإن أكثر من 1.4 مليون شخص يعيشون بالفعل في مخيمات بدارفور. ويقول بعض الدبلوماسيين إن المانحين الغربيين لن يساهموا بأموال في الدوحة إلا إذا تحسن الوضع الأمني في دارفور وأوفى السودان بالتزاماته التي نص عليها اتفاق 2011 مثل المشاركة في تمويل سلطة تدير الإقليم ونزع سلاح الميليشيات الموالية للحكومة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير وعدد آخر من كبار المسؤولين السودانيين لاتهامات تتعلق بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور وهي اتهامات يرفضها السودان ويصفها بانها ذات دوافع سياسية. وامتد الصراع أيضا إلى الحدود بين السودان وجنوب السودان الذي انفصل عن الشمال بموجب اتفاق سلام أبرم في عام 2011 لينهي عقودا من الحرب الأهلية في البلاد. واقتربت الدولتان الجارتان من شفا حرب واسعة بسبب خلافات حول الأراضي ومدفوعات النفط عندما تصاعد القتال على حدودهما في أبريل نيسان الماضي لكنهما اتفقتا على نزع فتيل التوتر في سبتمبر أيلول. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السودان أفرج يوم الاثنين عن خمسة جنود من جنوب السودان بعد أسرهم العام الماضي على الحدود المتنازع عليها. ويتبادل الجانبان اتهامات باحتجاز عدد من الأسرى. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)