القدس (رويترز) - اظهرت استطلاعات الرأي يوم الجمعة قبل أربعة أيام من الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية ان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء سيفوز وان كانت شعبيته قد تراجعت الى أدنى مستوى لها منذ بدء حملته الانتخابية. وكشف استطلاعان ان الجناح اليميني والكتلة الدينية سيفوزان بأغلبية بسيطة في البرلمان تشغل 63 مقعدا من مقاعد البرلمان وعددها 120 مقعدا وان كتلة نتنياهو الليكود-بيتنا ستكون أكبر كتلة في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) رغم تقلص شعبيتها. وجاء في الاستطلاعين اللذين نشرا في صحيفتي هاارتس ويديعوت أحرونوت ان حزب نتنياهو سيفوز بما يصل الى 32 مقعدا وهو أضعف أداء له حتى الان. ويقل نصيب كتلة الليكود-بيتنا عشرة مقاعد عما شغله الليكود وحزب اسرائيل بيتنا المتحالف معه في برلمان عام 2009 حين خاضا الانتخابات كل على حدة. وقالت يديعوت احرونوت "الفجوة تتقلص" مشيرة الى المساحة التي يتقدم بها الحزب الحاكم وأشارت الى ان 15 في المئة من الناخبين لم يحسموا امرهم بعد. ويوم الجمعة هو اليوم الاخير الذي يمكن فيه نشر استطلاعات للرأي قبل الانتخابات الاسرائيلية التي تجري يوم الثلاثاء. ويمكن لاداء نتنياهو الضعيف نسبيا في الانتخابات ان يجعله أكثر استجابة لمطالب شركائه المحتملين في الائتلاف وهم احزاب يمينية ودينية ستضطر الحكومة الاسرائيلية الاعتماد عليها حتى تبقى. ومن المرجح ان تشمل هذه الاحزاب شركاء نتنياهو الطبيعيين وعلى رأسهم حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين وحزب شاس المتشدد وحزب التوراة اليهودي المتحد. كما قد يواجه نتنياهو مزيدا من الضغط من الخارج مع تصاعد الادانة الدولية لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية التي يطالب الفلسطينيون باقامة دولتهم عليها بالاضافة الى قطاع غزة. لكن خلال تصريحات صحفية نشرت يوم الجمعة قال نتنياهو انه لن يرضخ للمطالب بوقف او تعديل خططه الخاصة بالمستوطنات اذا انتخب مجددا. وقال لصحيفة معاريف "الايام التي كانت فيها الجرافات تقتلع اليهود ولت ولن تعود. أنا لا أتطوع بتقديم تنازلات. وسجلنا يثبت هذا. لم نزل اي مستوطنة بل نجعل المستوطنات أقوى." واستطرد نتنياهو "العالم كله سينظر الى شيء واحد بعد الانتخابات هل الحزب الحاكم نما ام تقلص. اذا نمونا فهذا سيعطينا قوة لمواجهة الضغوط" كاشفا بوضوح عن قلقه من تراجع شعبيته. ورغم هذا التراجع الا ان نتنياهو في موقف يضمن له فترة ثالثة على رأس الحكومة بعد حملة انتخابية طويلة وباهتة غاب عنها الحماس والقضايا الهامة. وبينما زاد التأييد قليلا لاحزاب يسار الوسط الا انها فشلت في ان تقدم نفسها كجبهة موحدة او اقناع غالبية الاسرائيليين انها مستعدة لتحمل مسؤولية قيادة البلاد القلقة من الاضطرابات الجارية حولها في دول عربية. وعلى الرغم من ان نتنياهو قال مرارا ان التعامل مع طموحات ايران النووية سيكون من اولوياته اذا فاز في الانتخابات لم يكن لهذا حضور يذكر خلال الحملة الانتخابية. وأظهر استطلاع هاارتس يوم الجمعة ان 47 في المئة من الاسرائيليين يعتقدون ان القضايا الاجتماعية والاقتصادية هي أكثر القضايا الحاحا مقابل عشرة في المئة أوردوا قضية ايران بينما رأى نحو 18 في المئة فقط ان قضية التفاوض مع الفلسيطينيين ذات أولوية. وقال معلقون اسرائيليون ان نتنياهو قد يسعى لشراكة حزب واحد من الوسط على الاقل لضم صوت معتدل الى حكومته ومحاولة تهدئة المخاوف الدولية. ولم تستبعد تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة التي ترأس حزب (الحركة) ويائير لابيد النجم التلفزيوني الذي تحول الى السياسة الانضمام الى نتنياهو. ومن المتوقع ان يفوز حزب ليفني بثمانية مقاعد وحزب لابيد بما يصل الى 13 مقعدا. اما حزب العمل المتوقع ان يكون ثاني أكبر كتلة ويشغل 17 مقعدا فقد اعلن انه لن يشترك في حكومة نتنياهو.